بدأت الأحزاب الإسرائيلية تحضيراتها لخوض معركة الانتخابات النيابية المسبقة بعد إعلان رئيس الوزراء ايهود أولمرت عدم ترشحه لقيادة حزب كاديما على خلفية فضائح الرشوة والابتزاز التي تلاحقه. ووضع أولمرت نهاية الأسبوع حدا لحياته السياسية بعد أن أكّد عدم ترشحه للانتخابات التمهيدية داخل حزبه، وقال إنه لا يعتزم الدخول في هذه الانتخابات المقرر إجرائها يوم 17 سبتمبر القادم. وأضاف أنه سيستقيل من منصبه كرئيس للوزراء بمجرد أن يتم اختيار رئيس جديد للحزب والسماح بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة. ويكون اولمرت بذلك قد ارغم على وضع نهاية لمستقبله السياسي قبل أن تفرض عليه العدالة ذلك بسبب تورطه في فضائح تعاطي الرشوة والفساد وقبل اثبات العدالة لأدلة الاتهام المرفوعة ضده. وكان اولمرت قد خضع أمس لجلسة استنطاق أخرى من طرف الشرطة الإسرائيلية التي استجوبته للمرة الرابعة على التوالي في مقر إقامته بالقدسالغربية للتأكد من حقيقة الاتهامات الموجهة إليه بتعاطي الرشوة. وبدأ الزلزال تحت أقدام رئيس الوزراء الاسرائيلي بعد أن اتهمه رجل أعمال أمريكي من أصول يهودية بمنح عمولات لأولمرت في شكل رشاوي مقابل الحصول على صفقات ومشاريع استثمارية في فلسطينالمحتلة. وخضع رئيس الوزراء الإسرائيلي لسلسلة تحقيقات شملت حساباته المالية يوم كان رئيسا لبلدية القدسالمحتلة طيلة عشر سنوات ثم يوم اصبح وزيرا للتجارة وإلى غاية خلافته رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون عام 2006. وفي سياق الفضائح التي تلاحق اولمرت، أعلنت أمس رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن مدير مكتب قدم استقالته هو الآخر بعد أن اتهم هو الآخر بتورطه في قضيتي فساد واحتيال. وتخص هذه الفضيحة يورام توربوفيتز، أحد اعضاء الوفد الاسرائيلي المفاوض مع الجانب السوري في اطار المفاوضات غير المباشرة الجارية أطوارها بالعاصمة التركية انقرة. وفتح إعلان اولمرت نيته في الاستقالة الباب أمام منافسيه للتسابق حول خلافته وزعامة إسرائيل، حيث بدأ أربعة وزراء من حزبه "كاديما" حملاتهم لخلافة أولمرت في الانتخابات الحزبية المقررة منتصف الشهر القادم. وتضاربت المعلومات بشأن الشخصيات الأوفر حظا لخلافة اولمرت، ففي الوقت الذي أشارت فيه استطلاعات للرأي أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تبقى الأوفر حظا لخلافة رئيسها، اعتبرت جهات أخرى أن اليمين بزعامة حزب الليكود سيكون الأقرب إلى الفوز برئاسة الحكومة على حساب حزب كاديما. واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفني ستقود حزب كاديما إلى الفوز على حساب الليكود. وذكرت الصحيفة أن نتائج الاستطلاع سيكون لها تأثير ايجابي على موقف ليفني داخل كاديما وعلى سباقها مع وزير النقل شاؤول موفاز على زعامة الحزب وبما يؤهلها لهزيمة رئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو الذي تراجعت شعبيته في المدة الأخيرة لصالح وزيرة الخارجية الحالية. غير أن وجهات نظر أخرى ترى أنه بإمكان نتنياهو أن يقطع الطريق على حزب كاديما ويمنعه من تشكيل الحكومة القادمة إذا كسب موافقة الأغلبية في البرلمان إما لتشكيل حكومة ائتلافية برئاسته وإما بتقديم موعد الانتخابات المقررة حاليا عام 2010 .