كثيرة هي الأحداث التي تستوقفنا أملا في كشف النقاب عن فحواها وإماطة اللثام عن كل ما تكتنفه بين ثناياها لكسح ما يعيق مسارها وكشح ما يثبط مآلها• و لعل أهم هذه الأحداث التي تستحق الوقوف عندها هي انتخابات الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم ورابطتها الوطنية• وهنا يوقفنا شريط أحداث الماضي عند محطات كثيرة لندرك ما ولى وفات ونعتبر بما زلت فيه القدم حينا، وما قصرت فيه النفس أحيانا لنعيد بناء ما تهدم، وترميم ما تكسر وإصلاح ما طلح وشق طريق جديدة أسسها غير تلك التي أطفأت شمعة الأمل في الغد الأفضل وقوامها غير تلك التي أتت على الأخضر واليابس ظلما، والأخذ بما أنجز إن كان صالحا وتفادي ما حدث إن كان طالحا• نعلم حقا أن بين الليل والنهار مسافة أميال•• بين النور والظلام آهات وآلام••• بين الحقيقة المبهمة والخيال الغامض تخر عزائم الرجال بين اتباع العقل في تسيير دواليب الكرة الجزائرية واتباع هوى النفس وذيافين الباطل والمصالح الشخصية وحب الذات والأنانية والاستسلام لمطالب المساندين تشل إرادة الشجعان وتنتحر رزانة العقال، إلا أنه واتباعا للحكمة القائلة: :"لولا الأمل ما أرضعت أم ابنها" فإننا لا يجب أن نفقد الأمل ونسعى جاهدين بالكلمة والفعل والدعوة إلى انتهاز الفرص لوضع الرياضة على السكة الصحيحة بانتخاب خيرة أبناء هذا الوطن ودعوتهم للتحلي بالرزانة والتقيد بالحكمة والحنكة في التسيير وترويض المشاغبين والمشاكسين ومنعهم من الخروج عن القواعد العامة• وكل ما نتمناه هو ألا يضيع الفعل والفاعل حق المفعول به فتتبخر أحلام الحق ويغزو الباطل ساح الوغى رافعا راية الظلم، وألا تباع المبادئ في سوق المكر الذي يكتنف رياضتنا عموما وبأبخس الأثمان، وألا تشيع جنازة الأمل الذي يغذي نفوسنا لرؤية منظمتنا الكروية في أحسن حال وأفضل مآل وألا تقتبر الثقة بين الحاكم والمحكوم بفضل الصرامة التي يجب أن تكون القاعدة الأساسية التي تسير جميع الملفات دون استثناء، والحكمة التي يجب أن تسود في السراء والضراء وحين البأس، ونبذ الانفعالات وسياسة الكيل بمكيالين وتفضيل هذا على ذلك ثقلا أو تعاظما أو تميزا أو تعاطفا، لينتصر الحق على الباطل ونرفع راية الرياضة الجزائرية عاليا•