انصبت أمس الندوة الفكرية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني، حول ضرورة إماطة اللثام على حقائق جدية من مسار وتاريخ الثورة الجزائرية، لاسيما اثنتين من بين أهم هذه الوقفات في إشارة إلى هجومات الشمال القسنطيني سنة 1955 ومؤتمر الصومام للعام ,1956 حيث أكد كل من صالح قوجيل والرائد بورقعة لخضر بالإضافة الى المؤرخ الطاهر بن عيشة والوزير السابق محمد كشود على انتهاج هذا المسلك، لغلق الباب أمام المزايدات التي يود البعض في الداخل والخارج على السواء استغلالها لضرب الثورة التحريرية ورجالها لاسيما من الشهداء والمجاهدين. وفي هذا الصدد، شدد عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني صالح قوجيل على ان خلاصة هذه الندوة قد خصصت لإظهار مشاهد الوحدة والتضامن من خلال تلك المراحل التي كان لها الأثر البارز في استقلال الجزائر فيما بعد، مشيرا إلى انه ورغم وجود جوانب سلبية قليلة يجب الاعتراف بها، إلا أنها يضيف المتحدث- لم توقف تاريخ الحرية وانعتاق الشعب الجزائري. وأضاف المتحدث، أن الرسالة ما تزال متواصلة، وهذا في إشارته لمناضلي الافلان حاليا، موضحا أن وجود الأخطاء والثغرات لايمنع من التكاتف وإعادة الحساب والدراسة لخروج بنتائج مفيدة تصلح ما تم الوقوع فيه. من جهته شدد المؤرخ والباحث في علم التاريخ والكاتب الصحفي الطاهر بن عيشة، انه ان الأوان لمضاعفة العمل والجلوس لكتابة أحداث من عاصروا التاريخ المهم بالنسبة للجزائر، ودعا المتحدث هؤلاء خصوصا الى الجلوس مع المؤرخين والمهتمين بكتابة التاريخ للندوات يمكن ان يكونوا شهودا وجها لوجه، حيث لايمكن لاي كان التلاعب بحقبة التاريخ الذي ماتزال الكثير من طلاسمه لم تفك إلى يومنا هذا. وفي هذا الصدد لم تتباعد جميع التدخلات للوجوه التاريخية مثل كلمة الوزير السابق محمد كشود، والرائد في جيش التحرير الوطني لخضر بورقعة، بالإضافة إلى رئيس الحكومة السابق مقداد سيفي والذين أكدوا على ضرورة كتابة التاريخ وتسجيل الجديد فيه عبر الندوات التي تقع عبر كافة أرجاء الوطن، وهو الشيء الذي شدد عليه كثيرا سيفي في حديث ل ''الحوار" .