كشف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، أمس، أن الدولة ستتكفل بتعويض الفلاحين المتضررين، المؤمنين وغير المؤمنين، عن مخلفات التقلبات الجوية التي شهدتها الجزائر شهري جانفي وفيفري الجاري، والتي ألحقت أضرارا جسيمة بالأراضي الفلاحية ومحاصيلها، خصوصا بثلاث ولايات هي أدرار، جيجل وعنابة• وقال عليوي ، في اتصال هاتفي مع "الفجر" إنه تم تشكيل لجنة بولاية أدرار لإحصاء الفلاحين المتضررين، خاصة في بلديتي أولف ورفان، حيث عرف نظام السقي بالففارات أضرارا بالغة، حيث ستنظر الدولة في تعويض الفلاحين فور الانتهاء من تسوية التقييم النهائي للأضرار وضبطها• وبخصوص ولاية جيجل، أفاد عليوي بأن زهاء 2000 بيت بلاستيكي أتلف عن آخره جراء فيضانات 14 جانفي الماضي، أغلبها مزروعة، خاصة ببلديات الطاهير، الشقفة والقنار، وتدمير شبه كلي لنظام السقي "قطرة قطرة"، وكذلك مضخات السقي، إضافة إلى خسائر أخرى في رؤوس الأبقار وخلايا النحل والدواجن، حيث تكبد الفلاحون خسائر كبيرة• وهو الأمر الذي أكده رئيس الغرفة الفلاحية بجيجل، عبد النور ساحلي، الذي أشار إلى أن هذه الكارثة الطبيعية "جاءت في الوقت الذي كان صندوق التعاون الفلاحي يضغط على الفلاحين بتسديد الديون السابقة التي منحت في إطار برنامج الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفلاحية للفترة الممتدة من 2000 إلى غاية 2004، وقوبل ذلك بامتعاض من طرف الفلاحين، خاصة بعد الأمطار الطوفانية التي جعلت الفلاحين يتطلعون للحصول على مساعدة أو دعم لإنقاذ وإنعاش الموسم الفلاحي بجيجل، وأن تحديد 18 بالمائة كأدنى حجم للخسائر خلق هوة بين المنتجين الفلاحيين والتأمينات، مشيرا إلى أن خمس مستثمرات فلاحية فقط من مجموع 8.500 تم إحصاؤها بالمنطقة أمنت مساحتها الفلاحية• وأوضح عليوي أن التقديرات الأولية للخسائر غير متوفرة حاليا على مستوى الحكومة، ويتم الآن ضبطها على مستوى الولايات المعنية، حيث سيتم تعويض الفلاحين المؤمنين عن طريق صندوق التعاون الفلاحي، وكذا شركات التأمين، في حين ستتكفل الدولة بتعويض الفلاحين غير المؤمنين باعتبار أن الظرف استثنائي وفضلا عن كونهم يشكلون السواد الأعظم من المتضررين• وأردف عليوي قائلا إن هذه التقلبات ستؤثر حتما على الإنتاج الفلاحي ولو بصفة جزئية، وهو ما سينعكس على أسعار المنتجات الفلاحية لمدة قصيرة نسبيا، مؤكدا أنه كان بالإمكان تجنب هذه الاختلالات لو أن الحكومة وجهت الاستثمار في منتوجات معينة إلى الجنوب الجزائري، خاصة وأن الشمال معروف في هذه الفترة من السنة بسوء الأحوال الجوية من أمطار وثلوج وجليد، مع ضمان توفير الإمكانيات اللازمة للنقل والتخزين•