بالرغم من المجهودات التي تقوم بها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لتحسين نوعية الخدمات بمختلف المؤسسات الإستشفائية، وتزويدها بمختلف الوسائل الحديثة التي من شأنها تخفيف المعاناة على المرضى، إلا أن هذه الأخيرة تعرف نقائص كثيرة بالعديد من المصالح، خاصة مصالح الأشعة، التي تعرف تدهورا من سنة لأخرى بسبب تلاعب عدد من مستخدمي تلك المصالح بهذه الأجهزة وتماطلهم في تقديم خدمات الأشعة للمرضى بحجج واهية كتعطلها، الأمر الذي ربطه بعض المسؤولين بنفاذ المادة الضرورية لعمل جهاز السكانير والذي يتم الحصول عليه من أوروبا، ما يخلف استياء كبيرا لدى المواطنين، الذين أفرغت العيادات والمخابر الخاصة جيوبهم، خاصة وان تكلفة الخضوع لأشعة السكانير بها يفوق 8 آلاف دينار• إلا أن الكثير من المرضى محدودي الدخل يقفون عاجزين عن الوصول إلى جهاز السكانير بحجج مختلقة يرميها الأطباء والممرضون على أسماعهم كلما توجهوا إلى المصالح المختصة، التي تملك مثل هذه الأجهزة، علما أن حجز المواعيد بهذه الأخيرة يدوم لعدة أشهر• أما البعض الآخر فيضطرون إلى استعمال الوساطة أوما يعرف بالعامية "المعارف" للاستفادة من هذه الخدمة في وقت قياسي، وهذا الحال أصبح ينطبق على عدد كبير من المرضى في أغلب المستشفيات الجزائرية التي تتوفر على أجهزة سكانير دون استثناء• وفي ذات السياق فإن الزائر لمصلحة بيير ماري كوري لمكافحة الأمراض السرطانية بالجزائر العاصمة، يلاحظ تلك الطوابير الواسعة من المرضى الذين ينتظرون وصول دورهم لإجراء السكانير أو أشعة الليزر•• ولدى اقترابنا من بعض المرضى أكدوا لنا أنهم يعيشون معاناة حقيقية بهذا المستشفى، إلا أنهم لا يستطيعون تغيير الوضع، فالانتظار سيد الموقف خاصة أن معظمهم لا يستطيعون إجراءها في العيادات الخاصة لارتفاع ثمنها، الأمر الذي يزيد من حدة المرض. وفي انتظار تدخل وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات يبقى هؤلاء المرضى في رحلات الذهاب والإياب بين مختلف المصالح والمستشفيات•