انتهت، أمس، المهلة القانونية المحددة من طرف المجلس الدستوري لاستقبال ملفات المرشحين للانتخابات الرئاسية، وحصر السباق والتنافس على كرسي رئاسة الجمهورية على ثمانية مرشحين بعدما سحب 18 مرشحا الاستمارات• إذ لم يتمكن 10 مرشحين من جمع التوقيعات المطلوبة• وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والأمينة العامة لحزب العمال وكذا محمد السعيد ورشيد بوعزيز المرشح المستقل، وعمر بوعشة رئيس حركة الانفتاح الجزائري، قد أودعوا جميعهم ملفات الترشح أمس لدى المجلس الدستوري، فيما واصل لوط بوناطيرو في عملية المصادقة على التوقيعات إلى آخر اللحظات بعد تأكيده أنه قد جمع التوقيعات المطلوبة، غير أنه اشتكى، أمس في اتصال مع "الفجر"، مما وصفه بالعراقيل الإدارية التي صعبت من استكماله مسار إيداع ملف الترشح وتوفير كل الشروط القانونية لذلك• وبالمقابل أكد رشيد بوعزيز أنه أودع ملفه لدى المجلس الدستوري منتصف نهار أمس، قائلا في تصريح ل"الفجر" إنه قد تجاوز عتبة ال79 ألف توقيع، ولكنه أراد أن يركز على نوعية التوقيعات وليس كميتها• وأضاف أن التحدي الكبير في المرحلة القادمة يكمن في إقناع المواطنين بأداء واجب الانتخابات بدل من ثقافة العزوف التي بدأت تترسخ لديهم، كما انتقد الأصوات الداعية إلى مقاطعة الانتخابات، معتبرا هذا الأسلوب غير مجد• وبعد أن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الشخصية الوحيدة ذات "الوزن الثقيل" التي أعلنت عن ترشحها كان التخوف من أمرين، وهما إجراء انتخابات دون منافسين وكذا ضعف نسبة المشاركة، جاء إعلان الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون والأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي، عن ترشحهما للانتخابات الرئاسية، ليحدث انتعاش بتنوع قائمة المرشحين الذين يمثلون أغلب التيارات السياسية في الجزائر، وهي التيار الوطني ممثلا في الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتيار الديمقراطي ممثلا في لويزة حنون، والتيار الإسلامي بمرشح الإصلاح جهيد يونسي، فيما فضل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وكذا جبهة القوى الاشتراكية مقاطعة الانتخابات• ويضاف إلى قائمة ممثلي التيارات المذكورة، كل من علي زغدود ومحمد السعيد وعمر بوعشة ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، فيما ستكون الكلمة الفصل للمجلس الدستوري الذي سيقوم بعملية غربلة الملفات ودراستها إلى غاية 5 مارس المقبل، تاريخ الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين المقبولين لخوض معركة الرئاسيات• وستنطلق بعدها المرحلة الجديدة المتمثلة في الحملة الانتخابية التي ستدشن في 17 مارس المقبل• وبالمقابل اختفت بعض الأسماء من سباق الرئاسيات، منها اسم عبد الله طمين الذي لم يتمكن من جمع التوقيعات ال75 ألف المطلوبة من المواطنين، وفوزي رباعين رئيس حزب "عهد 54"، فيما ساهم المنتخبون المحليون لبعض الأحزاب السياسية في تمكين مرشحين كموسى تواتي ولويزة حنون وجهيد يونسي من تخطي العدد المطلوب من التوقيعات، وهو 600 توقيع، حيث جمع موسى تواتي 1661 استمارة توقيع خاصة بالمنتخبين المحليين، مقابل 969 للويزة حنون• وقد يسقط المجلس الدستوري أسماء اخرى في الأيام القادمة بعد الانتهاء من دراسة الملفات•