بدأت قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية المرتقبة في التاسع أفريل المقبل، تضيق مع اقتراب موعد نهاية آجال إيداع الملفات لدى المجلس الدستوري المقررة غدا الاثنين، عند الساعة الصفر، فقبل يومين فقط عن يوم الحسم، لم يتمكن سوى أربعة مرشحين من تجاوز عتبة النصاب المطلوب. * وهم المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، وزعيم الجبهة الوطنية، موسى تواتي، والأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، ومحمد جهيد يونسي، الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، فيما لايزال المرشحون الآخرون يسابقون ما تبقى من الوقت. * ويأتي في مقدمة الفرسان الأربعة، المرشح عبد العزيز بوتفليقة، الذي يرتكز على الخزان الانتخابي المعتبر لأحزاب التحالف الرئاسي الثلاثة، والمنظمات الجماهيرية الكبرى، ولذلك يرفض من يقف وراءه الحديث عن 75 ألف توقيع المطلوبة لدخول المعترك الرئاسي الحاسم، ويتحدثون عن أكثر من مليون توقيع. * أما الثاني، فهو موسى تواتي، مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية، الذي كان السباق في الإعلان عن تمكنه من جمع التوقيعات اللازمة، في محاولة منه لرسم صورة جادة عن شخصه لدى المجلس الدستوري، بعدما كانت هذه المؤسسة قد أقصته في الانتخابات الرئاسية لسنة 2004، لأسباب قال عنها تواتي في حينها إنها "سياسية بالدرجة الأولى، ولذلك حرص تواتي هذه المرة على التركيز على توقيعات المنتخبين لصعوبة التشكيك في مصداقيتها، وهي التي جمع منها 1500 توقيع، إضافة إلى أكثر من 120 ألف توقيع عادي، في الوقت الذي لا يشترط قانون الانتخابات أكثر من 600 توقيع للمنتخبين و75 ألف توقيع من فئة المواطنين العاديين. * ويأتي بعد تواتي، مرشحة حزب العمال، التي راهنت بدورها على توقيعات منتخبي حزبها، حيث أعلنت عن جمع 900 توقيع وما يفوق 140 ألف توقيع عادي، وهو أمر كان منتظرا من حنون، كونها سبق لها أن تجاوزت عقبة المجلس الدستوري في رئاسيات 2004، وهو الإنجاز الذي أدخلها التاريخ السياسي، كأول امرأة في الجزائر تخوض معترك الانتخابات الرئاسية، وتعطي لها بعدا خاصا في الخارج، نظرا لخصوصيات عادات وتقاليد البلاد. * ويعتبر إعلان محمد جهيد يونسي، مرشح حركة الإصلاح الوطني، عن جمعه النصاب المطلوب من التوقيعات، مفاجأة من العيار الثقيل في المرحلة التمهيدية لسباق الرئاسيات المقبلة، لأن الرجل جمع، بحسب ما جاء على لسانه، 600 توقيع من فئة المنتخبين، بالرغم من أن الحزب الذي ترشح باسمه، لا يملك هذا الكم من المنتخبين، ما يعني أن أطرافا من خارج الحركة، ساعدته في تجاوز عقبة التوقيعات، ليكون بذلك المرشح الإسلامي الوحيد في موعد أفريل المقبل، خلفا لغريمه عبد الله جاب الله في رئاسيات 2004. * وخلافا لما سبق، يبقى المرشحون الآخرون يسابقون الزمن، وفي مقدمتهم مرشح حزب الحرية والعدالة، محمد السعيد، الذي أكد في تصريح ل "الشروق اليومي"، أنه يقترب من تحقيق النصاب المطلوب من التوقيعات، من دون أن يقدم رقما محددا، مكتفيا بتقديم نسبة 95 بالمائة من التوقيعات، في انتظار وصول بقية الاستمارات من الولايات، كما جاء على لسانه، وكذلك الشأن بالنسبة لمرشح عهد 54، فوزي رباعين الذي اختفى نهائيا عن الساحة، ما يؤشر على أن مرشح رئاسيات 2004، يواجه صعوبات في تحقيق النصاب المطلوب، على عكس المرشح الآخر رشيد بوعزيز الذي يقول إنه جمع أكثر من 79 ألف توقيع، كما جاء في بيان له، على أن يقدم على إيداعها بالمجلس الدستوري في آخر أيام المهلة، غدا الاثنين!