تحتفل مدينة بريان بالمولد النبوي الذي يصادف هذا العام تاريخ 8 مارس المقبل، بالذكرى المأساوية الأولى لاندلاع شرارة الفتنة التي كادت تعصف بالمدينة، حيث مرت مناسبة المولد النبوي العام الفارط في أجواء حزينة على المدينة وعقالها، باندلاع أعمال شغب وتخريب خلفت وفاة الشاب لعساكر علي، وظلت من يومها تشهد تصعيدا بين الفينة والأخرى مسجلة بذلك 3 قتلى والمئات من الجرحى وأكثر من 6 ملايير خسائر مادية نجمت عن أعمال التخريب• غير أن ذكرى المولد النبوي لهذه السنة سيحتفل بها سكان المدينة في أجواء أخوية مميزة، أراد من خلالها سكان المنطقة البرهان على أن المدينة تعيش في هدوء وسلام بعيدا عن الفتنة الطائفية التي حاولت جهات مجهولة الترويج لها حسب نفس المصدر• كما تتخلل هذه المناسبة المزدوجة التوقيع على ميثاق السلم والتعايش لمدينة بريان من قبل أعيان المالكية والإباضية، وهي العملية التي يشرف عليها الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية المكلف بملف بريان• ورفض أعيان بريان الحديث عن التفاصيل الدقيقة إلى غاية التوقيع عليه في التاريخ المذكور، حيث اكتفى الناطق الرسمي لأعيان إباضية بريان، الدكتور بورقيبة، في اتصال هاتفي مع "الفجر" أنه يتضمن مواد من شأنها أن تعيد بريان إلى هدوئها، ويؤكد أن المدينة مثال حقيقي لتعايش المذاهب الدينية المختلفة• كما أوضح نفس المتحدث أن أعيان الإباضية يعملون كل ما بوسعهم لتفادي أي انزلاقات عشية المولد النبوي• من جهة أخرى، قال عبد المالك بورقعة الناطق الرسمي باسم أعيان مالكية بريان، في اتصال هاتفي مع "الفجر" أن الميثاق سينص في أهم بنوده على منع إلحاق الطابع الطائفي على أي مناوشات أو شجارات تحدث بين شباب بريان، بالإضافة إلى بنود كثيرة حسبه، تدعو إلى خلق الطمأنينة للجميع• وبهذا تكون بريان قد خرجت من مأزقها، ويثبت مرة أخرى، بإرادة جميع سكانها، أنها مدينة لتعايش الحضارات والمذاهب الإسلامية•