أدت الأرقام التي سجلتها مبيعات السيارات في العالم خلال الفترات الأخيرة، إلى ما يشبه حالة طوارئ لدى المسؤولين عن الإنتاج والتسويق في هذا المجال في العالم، خاصة بعد أن أعلنت شركة جنرال موتورز الأمريكية، أنها سجلت أضعف نسب في المبيعات منذ قرابة الأربعين سنة، كما سجلت الشركات الكبرى اليابانية هي الأخرى، أكبر نسب تراجع في الإنتاج والصادرات بسبب تراجع الطلب على السيارات• واجتمع نهاية الأسبوع الماضي، في بروكسل، الوزراء الذين تشمل المهام المكلفين بها حماية المنافسة والحد من الاحتكار داخل دول الاتحاد السبع والعشرين• وتركزت المناقشات حول الإجراءات اللازمة لمعالجة الأضرار التي لحقت بصناعة السيارات والصناعات المغذية في أوروبا بسبب تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية• ويعتزم المفوض الأوروبي لشؤون الصناعة جونتر فرهويجن، أن يقترح عقد لقاء خاص لمناقشة الأزمة التي تمر بها شركة أوبل لصناعة السيارات تشارك فيه جميع دول الاتحاد التي توجد بها فروع لمجموعة جنرال موتورز الأمريكية• وقال فرهويجن إننا يجب أن نناقش في هذا الاجتماع الخاص كيفية اتخاذ إجراءات للتنسيق فيما بيننا بشأن معالجة هذه الأزمة• ويذكر أن شركة جنرال موتورز، كبرى شركات تصنيع السيارات الأمريكية، أعلنت أول أمس أن مبيعاتها تراجعت بنسبة 53 % الشهر الماضي في ظل حالة الركود الكبيرة التي تعانيها صناعة السيارات الأمريكية، ويعد هذا أدنى مستوى للمبيعات تحققه الشركة خلال أكثر من ثلاثة عقود• وأعلنت كل من جنرال موتورز وفورد أنهما ستخفضان إنتاج السيارات في أمريكا الشمالية، فبينما ستخفض الأولى إنتاجها بنسبة 34 % عن العام السابق، ستقلص الثانية إنتاجها في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 38 % • يذكر أن شركتي جنرال موتورز وكرايسلر حصلتا على قروض حكومية بقيمة مليارات الدولارات لتجنب إشهار إفلاسهما، إلا أن كلتا الشركتين مازالتا تعانيان التعثر وتحتاجان إلى المزيد من الدعم الحكومي لمواجهة الانخفاض المتواصل في مبيعاتهما• وبالمثل منيت شركة فورد بانخفاض نسبته 49 في المائة في مبيعاتها خلال فيفري الماضي، لتصل إلى 99 ألفا و50 سيارة، ما اضطر الشركة إلى إعلان عزمها تقليص إنتاجها الفصلي بنسبة 38 في المائة في ظل تراكم المخزون لديها، حيث باعت 99400 سيارة مقابل 192•799 في الشهر نفسه من العام السابق• ومن جهتها ذكرت شركة تويوتا اليابانية أيضا أن مبيعاتها انخفضت بنسبة 32 في المائة أيضا الشهر الماضي، وقالت "تويوتا" إنها باعت 117287 سيارة مقارنة ب171849 سيارة في جانفي 2007، ومثل ذلك سجلت شركة دايهاستو• ونقلت مصادر إعلامية أول أمس عن شركة هيونداي للسيارات في الولاياتالمتحدة القول إن مبيعاتها في السوق الأمريكية خلال الشهر الماضي بلغت 36021 سيارة بانخفاض نسبته 1•5 في المائة فقط مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي• وفسرت الشركة أن السبب في هذا التحسن يعود إلى استراتيجية جديدة في التسويق، حيث ركزت الشركة على تقديم الدعايات وترويج منتجاتها، إضافة إلى تسهيلاتها المقدمة عند شراء السيارات الجديدة من خلال الفعاليات الكبرى مثل مباريات كرة القدم ومراسم تسليم الجوائز وغيرها•