خرج، ظهر أمس، عشرات المحتجين من سكان حي الاستقلال بالنزلة بوسط مدينة الوادي والذي يسكنه زهاء 20 ألف ساكن إلى الشارع وقاموا بإضرام النيران في العجلات المطاطية بعدما قطعوا الطريق ووضعوا المتاريس والحجارة بوسط الطريق الوطني المؤدي إلى ولايات تبسة وخنشلة المجاورة وكذا دولة تونس الشقيقة• وقد تدخلت قوات الأمن وقامت بتطويق المحتجين وحالت دون تقدمهم نحو السوق المركزي الذي لا يبعد سوى أمتار عن مكان الاحتجاج وبه مئات المحلات التجارية الكبرى• ونقل المحتجون في حديث بعضهم ل "الفجر" أن سبب احتجاجهم يعود بالأساس إلى الوضعية المزرية للطريق الولائي الرابط بين السوق المركزي ومدخل مدينة الوادي من الجهة الشرقية• وأوضح هؤلاء أن طريقهم لم يعد له الاعتبار منذ سنتين كاملتين، ما ولد حالة من الاستياء لدى السكان الذين تضرروا من الغبار المتطاير يوميا من هذا الطريق بفعل حركة المرور الكبيرة التي يعرفها هذا الطريق الذي يعتبر الشريان الواصل بين سوق الوادي المركزي وسوق ليبيا، مبرزين أن العديد من الصبية والعجزة أصيبوا بأمراض الربو والحساسية نتيجة الوضع المذكور، حتى أن بعضهم أوضح ل "الفجر" أنه يقوم بشراء ما قيمته 1000 دج يوميا لمعالجة أبنائه، ناهيك عن غلق العديد من أصحاب المحلات التجارية لمحلاتهم بسبب الغبار الذي أتلف سلعهم، مطالبين في سياق ذلك الجهات المسؤولة بدفع أضرار توقفهم عن العمل رغم تحملهم لأعباء الكراء التي تفوق 8000 دج• وكشف هؤلاء أنهم اتصلوا بمصالح البلدية مرارا قصد إعادة الاعتبار لهذا الطريق الذي هشم بفعل أعمال الحفر الناتجة عن إدخال أنابيب الصرف الصحي المندرجة في مشروع التطهير• واستغرب السكان توقف السلطات المحلية عن عملية إعادة الاعتبار للطريق التي شرع في الأسبوعين الماضيين بعدما برمج الرئيس بوتفليقة زيارة للولاية، لكنه وعقب إبلاغ السلطات الولائية بإشعار عدم زيارة الرئيس للمنطقة توقفت أعمال إعادة تعبيد الطريق وناشد هؤلاء في حديثهم ل "الفجر"، رئيس الجمهورية التدخل لوضع حد لمعاناتهم وتجنيبه المضار الصحية والأعباء المالية المترتبة عن الوضعية المزرية للطرق المذكورة• وفي سياق منفصل، أوضح ممثل رئيس دائرة الوادي، حسين سباق، أن الطريق الرابط بين حي الملاح وسوق ليبيا سوق يشرع في إعادة الاعتبار له في الأسابيع القليلة القادمة عقب استكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بالصفقات• وقصد تطويق الحركة الاحتجاجية، تنقل رئيس ديوان والي ولاية الوادي السيد محفوظ بوزرطيط وقام بالتحاور مع المحتجين ووعدهم بالشروع في تعبيد الطريق بعد يومين فقط• وفي تصريح ل "الفجر"، أوضح رئيس ديوان والي الوادي أن المقاول المكلف بالمشروع سوف ينطلق في عملية إعادة تعبيد الطريق بدءا من يوم الغد، مردفا أن مصالح البلدية ستقوم بدءا من أمسية اليوم بعملية رش الطريق بالماء عن طريق الصهاريج للتخفيف على السكان الغبار المتطاير على جنبات الطريق• وفي السياق ذاته، عبر كلا من رئيس دائرة الوادي السيد بلحور عبد الباقي والسيد لمين شريفي، رئيس بلدية الوادي في تصريح ل "الفجر" على أن مطالب السكان مشروعة، مردفين أنه ضبط كل الإجراءات القانونية بقصد الشروع في تعبيد الطريق في أقرب الآجال•