روجت تقارير إخبارية مغربية أن هناك مساعي دبلوماسية لمباشرة لقاءات سرية بين مسؤولين من الجزائر والمغرب وجبهة البوليساريو، من أجل الوصول إلى حل توافقي وتسوية ثلاثة عقود من الخلافات والصراع في الصحراء الغربية، معيدة إلى الأذهان ما تردد في وقت سابق عن مشروع لقاء رباعي، رفضته الجزائر جملة وتفصيلا، لأنه محاولة للتنصل والتشويش على مفاوضات منهاست بإشراف أممي، ومناورة لإقحام الجزائر في النزاع بصورة مباشرة• وذهبت جريدة "الصباح" المغربية، أول أمس، إلى أن أطرافا دولية بدأت تتحرك لترتيب لقاء يرجح أن يكون بعد رئاسيات 9 أفريل المقبل، ويكون على أساس قاعدة التفاوض المباشر وحل المشاكل العالقة بين الأطراف الثلاثة، بعيدا عن عدسات الكاميرات، موازاة مع المساعي الأممية التي تحضر لجولة جديدة من مفاوضات "منها ست" المباشرة بين المغرب والبوليساريو• وفي مناورة أخرى تسعى لوضع الأمر ضمن معادلة دولية، أضافت الجريدة أنه لا يستبعد أن تكون هناك علاقة للقاء الذي جمع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي بوزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في قمة شرم الشيخ، بترتيبات اللقاء المنتظر، الذي تروج له واشنطن، حسب نفس الجريدة، لفتح الباب أمام تنسيقات أمنية واستخباراتية، في ظل تنامي التهريب والتهديدات الإرهابية في المنطقة، خصوصا على الحدود بين الجزائر والمغرب وموريتانيا، لا سيما بعد صدور تقارير دولية تفيد بأن استمرار غياب التنسيق على الحدود بين المغرب والجزائر ساعد على تنامي نشاط التنظيمات الإرهابية وشبكات التهريب والجريمة المنظمة العابرة للحدود بالمنطقة• وحسب العديد من المتابعين للشأن المغربي، فإن الخرجة المغربية لا تعدو أن تكون مناورة جديدة من الرباط، التي تتحين الفرص للدخول في مناورات وأطروحات وهمية تشوش على القضية الصحراوية وسيرورة المفاوضات تحت إشراف أممي، وتحاول إقحام الجزائر كطرف مباشر، رغم أن الجزائر أكدت موقفها من إغلاق الحدود في عدة مناسبات، وطالبت بضرورة الاتفاق المسبق على جملة من النقاط، على رأسها التنسيق في المجال الأمني كتهريب الأسلحة ونشاط التنظيمات الإرهابية، وهي نفس النتيجة التي وصلت إليها التقارير دولية، حسب ما جاءت به الجريدة المغربية• وبخصوص قضية الصحراء الغربية، عادت الرباط إلى عادتها القديمة، في محاولة لإقحام الجزائر كطرف ثالث في النزاع القائم حول الصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو، بالرغم من أن الجزائر أكدت مرارا وتكرارا بأنها مجرد داعم لحق الشعب الصحراوي الذي يكافح من أجل تقرير مصيره، وأن موقفها المبدئي والمقدس هذا لا يمكن أن يتغير، لأن المغرب هو الطرف المعتدي، وهو ذات الموقف الذي التزمت به الجزائر في قضية تيمور الشرقية رغم العلاقات الجيدة التي كانت تربطها بأندونيسيا، لأنها تؤمن بحق تقرير المصير وبحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، خاصة وأنها اكتوت بنار الاستعمار ونالت استقلالها الثمين بعد ثورة فرضت على الاستعمار القبول باستفتاء تقرير المصير، وما دعوة مجلس الأمن لطرفي النزاع في المنطقة؛ المغرب والبوليساريو، للبدء في مفاوضات مباشرة ومعمقة، إلا دليل على مصداقية الطرح الجزائري•