أعلنت الدبلوماسية المغربية هذه الأيام حالة الطوارئ قبل بدء جولة جديدة من المفاوضات مع جبهة البوليزاريو ويتزامن التصعيد المغربي مع تعيين المبعوث الشخصي للأمم المتحدة بالصحراء الغربية السيد كريستوفر روس حيث تحاول دبلوماسية المخزن القيام بحملة دعائية كبيرة جدا للترويج والتعريف بمشروع الحكم الذاتي الذي يرفضه الصحراويون جملة وتفصيلا لأنه لا يتضمن مبدأ تقرير المصير الذي يعتبر الحل الأمثل للقضية الصحراوية التي تعرف فصولا درامية جراء التواطؤ الدولي الفاضح والمنحاز للمغرب. ويستغل المغرب حاليا خساسة دبلوماسيته لحشد دعم الدول المجهرية في الخريطة لتأييده والتحامل على الجزائر والصحراء الغربية ،والغريب في أمور الدبلوماسية المغربية هو محاولته إقحام الجزائر في الصراع من خلال حديثه في مختلف التصريحات عن أطرافا للنزاع. وكانت الجزائر حاضرة في مختلف محادثات الخارجية المغربية مع الأجانب بالرغم من أننا لم نحضر الاجتماعات واللقاءات فكاتبة الدولة المغربية لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون لطيفة أخرباش، هذا الأسبوع بالرباط وأثناء إجرائها مباحثات مع نائبة وزير الشؤون الخارجية لجمهورية ألبانيا السيدة إديث هاركسي حول ما يسميه المغرب قضية الوحدة الترابية وأكدت على أهمية القرار الأخير لمجلس الأمن ،(1813) والذي على أساسه سيقود المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس، وفقا لمهمته، المرحلة القادمة من المفاوضات. وتعكس هذه التصريحات غموض كبير حول قضية الصحراء الغربية من خلال الثقة الكبيرة المفرطة في النفس التي يتحدث بها المغرب فقوله بأن المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة سيعمل وفقا للقرار 1813 يعكس تواطؤ الأممالمتحدة التي تحاول قتل القضية بالوقت والسير لتحقيق أهداف المغرب متجاهلة الوقت الطويل الذي أخذته القضية الصحراوية التي تسير في طريق مسدود . وذكرت كاتبة الدولة ...إن هذا القرار يدعو مختلف أطراف هذا النزاع الإقليمي إلى تفاوض جوهري على أساس روح التوافق والواقعية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود التي مافتئ يبذلها المغرب منذ سنة 2006, والتي تتسم بالجدية والمصداقيةڤ. ويظهر من خلال هذه القاطع من كلام الدبلوماسية المغربية التركيز في مفاوضاتهم القادمة حول إقحام الجزائر في الصراع لتعطيل المفاوضات أكثر فأكثر. وبالموازاة مع ذلك استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، بحر هذا الأسبوع بالرباط الوزير البلجيكي المكلف بالتعاون والتنمية السيد شارل ميشيل. وقال الفهري في تصريح للصحافة عقب الاستقبال، إن اللقاء شكل فرصة للتباحث في عدد من قضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن المباحثات همت أيضا آخر التطورات التي عرفها موضوع الصحراء الغربية والجمود الذي مازلت تبديه الأطراف الأخرى اتجاه هذا الملف. وأبرز أن بلجيكا جددت دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من أجل التوصل إلى حل نهائي وسياسي للنزاع المفتعل حول وحدة المغرب الترابية. كما جدد الوزير البلجيكي، في تصريح مماثل، دعم حكومة بلاده لمقترح الحكم الذاتي، داعيا في هذا السياق إلى إيجاد حل متفاوض بشأنه لهذا النزاع تحت إشراف الأممالمتحدة. كما أعرب عن أمله في أن تبذل الأطراف المعنية بهذا النزاع جهودا إضافية من أجل إحراز تقدم في هذه القضية. ويضاف ما تقوم به بلجيكا المساعي الفرنسية والاسبانية والأمريكية لحشد الدعم للملكة المغربية في مشروعها المتعلق بالحكم الذاتي وهو ما يثبت بيع قضية الصحراء الغربية للمغرب في زمن طغت فيه المصالح الاقتصادية وسيطة النظرة الامبريالية على العلاقات الدولية فالكل يسعى لكسب على حساب مآسي الشعوب ومستقبلها.