غطت الاحتفالات بالعيد العالمي للمرأة هنا في العاصمة على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وباستثناء لهيب الأسعار والعطلة مدفوعة الأجر، لا شيء يدل على أن هناك اهتماما بالمناسبة الدينية، بينما يتحدث الجميع عن عيد المرأة سواء كانوا مع المناسبة أو ضدها• شخصيا لم يعد عيد المرأة يعني لي الكثير، بعد أن أفرغت بعضهن المناسبة من معناها، وجعلنها مرادفا للتسكع والاهتمام بالمظهر لا غير •• وإن كنت من المطالبات بالمزيد من فرص العمل والدراسة والاحترام للمرأة، أيا كان موقعها في المجتمع، إلا أن قضية ما بات يعرف بالكوطة في مجال السياسة والانتخابات أمر يثيرني، وأرى أن في الأمر انتقاصا لقيمة المرأة في المجتمع، وكان الأحرى بالنساء في الأحزاب رفض هذا الإجراء الجائر في حق النساء والرجال على السواء وفي حق المجتمع ككل• لماذا عشرين بالمائة فقط في القوائم الانتخابية إن كان بإمكان الحزب تقديم نسبة أكبر من النساء ذوات الكفاءة؟ ولماذا نفرض عليهم هذه النسبة إن لم يكن هناك العدد الكافي من النساء الواعيات بالدور السياسي والاجتماعي المطلوب منهن القيام به، فقبل الوصول إلى القوائم الانتخابية والكلام عن مساواة سياسية بين الرجال والنساء لابد أن تكون هذه فضاء لتكوينهن وتدريبهن على الأداء الحسن في جميع المجالات، وقبل النظر إلى الجنس لابد من الاهتمام بالنوع، والاختيار يكون على قدرات وعلى كفاءة للرجال والنساء على السواء، فقد أثبتت التجربة أن الكثيرات منهن لم يكن قادرات في المجالس المنتخبة أو حتى مجلس الشيوخ أين تم تعيينهن ضمن الثلث الرئاسي على فرض رأيهن أو إسماع أصواتهن، لأن اختيار أغلبهن لم يكن عن جدارة وإنما للتباهي بهن في الحكومة والبرلمان وغيرها، لأن المعركة معركة نسب لا غير• ولأن يوم الثامن مارس هو للحديث عن حقوق المرأة، لابأس أن نقول لهن طالبن باختياركن على شطارتكن وعلى كفاءتكن، لا لأنكن جميلات، خذن حقكن عن استحقاق ولا تقبلن بالصدقات حتى السياسية، دافعوا عن المرأة أو الرجل المناسب في المكان المناسب•••