يعتقد الناظر إليها أنها لا تتعدى الخامسة من العمر، لكن الطبيبة التي رافقتنا إلى غرفة المريضة أخبرتنا أنها في سن العاشرة، فالمرض لم يسمح باكتمال نموها بطريقة طبيعية• وتروي السيدة حمديكن والدة الصغيرة "فاتن" أن معاناة ابنتها، بدأت عندما بلغت السنة الثانية من عمرها حيث كانت تعاني من آلام حادة لم يتمكن الأطباء من تشخيص أسبابها، فتم إرسالها إلى فرنسا للقيام بالتحاليل، وأظهرت النتائج أنها مصابة بنوع نادر من مرض يصيب الكلى يصطلح عليه علميا ب" سسيستينوز"، ليتم إخضاعها لعمليات تصفية الدم بتقنية "الميز الغشائي"، في انتظار أن تكسب بعض الوزن يسمح للأطباء باجراء عملية زرع كلية لها "أمضيت سنوات من المعاناة وأنا أرى أكبر بناتي تعاني"، خاصة أن مرضها تسبب في تركها لمقاعد الدراسة وحرمها من اللهو مثل باقي أقرانها، كما أن القصور الكلوي تسبب في اصابتها بضعف نظر حاد• وتضيف المتحدثة أنه بمجرد طرح فكرة إجراء عملية زرع كلية لها رغم افتقارها للوزن اللازم "قبلت على الفور وتبرعت لها بإحدى كليتي، ونجحت العملية بفضل مجهودات الفريق الطبي الذي رافق ابنتي منذ دخولها غرفة العمليات الى غاية الآن"• وعبرت السيدة حمديكن عن أملها في أن تتعافى ابنتها وتعوض كل ما فاتها بسبب المرض• أما "فاتن" فعبرت لنا عن فرحتها بقرب موعد عودتها الى بيتها ملاقاة شقيقتها الصغرى والتمتع بدفء العائلة، دون أن تنسى التعبير عن اشتياقها لمقاعد الدراسة•