تعاني الطفلة نسرين من مرض سبينا بفيدا الذي أثر على نموها الطبيعي، حيث يتركز ورم كبير على مستوي ظهرها معيقا حركتها، تبلغ اليوم نسرين ثلاث سنوات، إلا أن وزنها لم يتجاوز وزن طفل في السنة الأولى من عمره، لازالت تعاني من تبعات هذا المرض الذي أثر على حياتها وحياة العائلة بأكملها التي تنتظر أن تخضع ابنتها إلى عملية جراحية بفرنسا بعدما عدل طبيبها المعالج بالعاصمة عن قراره دون تقديم توضيحات للعائلة. تقول والدة نسرين إنها لم تدخر أي جهد في السعي لعلاج ابنتها، حيث تنقلت بها بين مختلف مستشفيات العاصمة، وقد أجريت لنسرين عدة فحوصات بينت جميعها أنها تعاني من مرض سبينا بفيدا، هذا المرض الذي رهن حياة نسرين وأصبح شفاؤها منه مقترنا ومربوطا بإجراء عملية جراحية حسب رأي الطبيب الذي أشرف على إجراء الفحوصات لنسرين منذ ولادتها. الطبيب يرفض كتابة التقرير في حديثها معنا، أكدت والدة نسرين أن الطبيب الذي أشرف على متابعة مراحل علاجها قام بإخضاعها للكثير من الصور والأشعة للإطلاع وبدقة على حالتها، ومن ثم إمكانية علاجها، وأكد بعد سلسلة من الفحوصات أنه يستطيع علاجها وإجراء العملية لها عندما تبلغ السنة الثانية من عمرها، إلا أنه وبعد بلوغ نسرين هذه السن تراجع وقرر عدم إجراء العملية ولم يقدم لنا الأسباب التي جعلته يعدل عن قراره. ولم تبق العائلة مكتوفة الأيدي وبعثت بملف الطفلة إلي أحد المستشفيات الفرنسية، فأكد أحد كبار الأطباء فيه إمكانية علاج نسرين، وأن هناك نسبة عالية لشفائها. وتضيف والدة نسرين أن العائلة فرحت برد المستشفي الفرنسي، وقررت أن تقدم طلبا لوزارة التضامن من أجل التكفل بعلاج في الخارج، إلا أنها تفاجأت من قرار طبيب نسرين الذي امتنع عن كتابة التقرير لتتمكن العائلة من تكوين الملف المطلوب في مثل هذه الحالات، وحجة الطبيب في ذلك أنه قام بكل ما يلزم واتبع الأسلوب العلاجي المتعارف عليه ولا يمكن لأحد أن يقدم لنسرين أكثر مما قدمه هو، ليبقي بلوغ ملف نسرين أيدي الفريق الطبي الفرنسي متوقفا على تقرير هذا الطبيب. مرض وحالة مادية مزرية تعيش نسرين مع المرض الذي أفقدها القدرة على العيش بطريقة طبيعية كأقرانها من الأطفال، وكما تقول والدتها، فنسرين لا تقوى على المشي ولا الحركة وتبقى كل الوقت مستلقية على الفراش، وكل ما تستطيع فعله هو البكاء. وقد زادت الحالة الاجتماعية المزرية للعائلة من معاناة نسرين حيث يعاني والدها من البطالة رغم أن حالة نسرين تحتاج إلى الكثير من المال للتكفل بها نتيجة حاجتها الماسة للدواء الذي يندر وجوده في الجزائر ويقوم بعض المحسنين بجلبه لنسرين من الخارج، الأمر الذي جعل العائلة تعيش خوفا دائما من إمكانية نفاده الذي يؤدي إلى ازدياد حالتها المرضية سوءا. وبالإضافة إلى الدواء تحتاج نسرين إلي الحفاظات والأكل الخاص الذي تتطلبه مثل هذه الحالات. وتتوجه والدة نسرين بندائها إلي وزير التضامن الوطني وإلى كل المحسنين من أجل التكفل بابنتها وتمكينها من السفر إلى الخارج خاصة بعد الأمل الذي لاح لهم في الأفق من قبل الطبيب الفرنسي الذي أكد إمكانية شفائها وهو الحلم الذي لم تستطع العائلة التخلي عنه، وتناشد من أجل تحقيقه وزير التضامن الوطني وكل المحسنين في الجزائر.