قررت منظمة "أطباء بلا حدود" سحب موظفيها من السودان بعد أن خطف عدد منهم في إقليم دارفور• وأفرج الخاطفون عن إثنين من الموظفين السودانيين في المنظمة ويواصلون احتجاز ثلاثة من الموظفين الأجانب فيها• وتقول الحكومة السودانية إن الخاطفين طلبوا فدية مالية للإفراج عن المخطوفين• في الوقت نفسه جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداءه الى الحكومة السودانية بالعودة عن قرار وقف نشاط منظمات الإغاثة الدولية في دارفور وقال إن الأممالمتحدة والحكومة السودانية على السواء لن يتمكنا من سد الفجوة التي سيخلفها وقف عمل منظمات الإغاثة• وقال الأمين العام للمنظمة الدولية إن الوقت لم يفت كي تستدرك الحكومة السودانية مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الرئيس السوداني عبر محاكمة المسؤولين عما يوصف بأنه جرائم حرب في دارفور تجنبا لتنفيذ المذكرة• وأشار بان الى أن مسؤولين من الاتحاد الافريقي والجامعة العربية يسعون الى تأجيل تنفيذ المذكرة لمدة عام ويتوقع أن يستأنفوا تحركاتهم لإقناع مجلس الأمن بذلك الأسبوع المقبل، وكان الموظفون قد اختطفوا تحت تهديد السلاح من عياداتهم في منطقة صراف عمره التي تبعد 200 كيلومتر الى الغرب من مدينة الفاشر مركز إقليم دارفور• وقالت مصادر إعلامية إن المنطقة التي وقعت فيها عملية الاختطاف معروفة بكونها مرتعا للصوص، إلا أن وقوع الحادثة في هذا الوقت بالذات لابد أن يثير الشكوك عما إذا كانت ذات دوافع سياسية• وأعلنت المنظمة لاحقا أن المختطفين ممرض كندي وطبيب ايطالي وموظف فرنسي• وقد ندد الاتحاد الافريقي باختطاف الموظفين ودعا نور الدين المازني المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في الخرطوم إلى إطلاق سراحهم، يذكر أن الفرعين الفرنسي والبلجيكي من منظمة أطباء بلا حدود كانا مدرجان ضمن لائحة منظمات الإغاثة التي قررت الحكومة السودانية طردها من إقليم دارفور في الأسبوع الماضي بعد أن أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة إلقاء قبض بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكابه جرائم حرب وإبادة في الإقليم• وتتهم الخرطوم منظمة "أطباء بلا حدود" و12 منظمة إغاثية أخرى بالتعاون مع محكمة الجنايات الدولية• وقد غادر أكثر من 180 من موظفي الإغاثة الأجانب السودان فعلا منذ أن أصدرت الحكومة السودانية قرارها بطردهم، حسب الأممالمتحدة التي تقول إن طرد هؤلاء سيعرض حياة مئات الآلاف من سكان دارفور للخطر• وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد قال إن قرار السودان طرد منظمات الإغاثة من دارفور "غير مقبول•" في سياق متصل أجمع البرلمان السوداني على رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير، وأيضا على دعم موقف الحكومة السودانية بطرد منظمات الإغاثة الأجنبية• وكان البرلمان السوداني قد أرجأ طرح مشروع قانون يمنع محاكمة أي مواطن سوداني طبقا للقانون الدولي ويخول الحكومة إعادة أي سوداني من الخارج حكم عليه طبقا للقانون الدولي•