وأشار الدكتور حميزي، بمناسبة الأيام ال 18 للأمراض الصدرية والتنفسية المنعقدة بالعاصمة منذ الأربعاء الماضي، أن "عدد العاملين في هذه الحرفة المتواجدة عبر أنحاء القطر يتراوح بين 1000 و1200 حرفي"• ويتعرض نصف هؤلاء الحرفيين - حسب نفس المختص - إلى الإصابة بمرض السليكوز المميت الناتج عن ترسب الغبار المنبعث من الحجارة المنقوشة للرئتين، مضيفا أنه يصعب علاج هذا الداء• وقال الدكتور حميزي إن حرفة النقش على الحجارة ظهرت وتطورت منذ 15 سنة مضت بمنطقة تكوت في أريس وانتشرت بمختلف المناطق الأخرى، وتستعمل في تزيين واجهات المنازل والبنايات• وحسب نفس المختص فإن هؤلاء الحرفيين يعملون لحسابهم الخاص وغير مؤمنين اجتماعيا ولا مصرح بهم مما يجعلهم في وضعية صعبة جدا للتكفل بهم من ناحية العلاج وبعائلاتهم بعد الوفاة• ولا يمكن الكشف عن مرض السليكوز - يقول المختص- إلا "عن طريق الأشعة والمصورة الطبية، كما أن أعراض المرض لا تظهر إلا بعد بلوغه مراحل متطورة وتعقيد عملية التنفس"• وأضاف أنه توفي حتى الآن 40 شخص من الحرفيين على نقش الحجارة أصغرهم لا يتعدى سنه 21 سنة• ووجه المختص نداء إلى السلطات العمومية لتقنيين الحرفة وتنظيمها وحماية الحرفيين، لأن الواقيات المستعملة من طرف البعض لتفادي تسرب الغبار إلى الرئة غير خاضعة إلى المقاييس ولا تحميهم إلا لفترة وجيزة جدا، ما يعرض حياتهم إلى الخطر• وحث، في هذا السياق، على تعزيز الوسائل الوقائية وعمل التحسيس حول هذه الحرفة التي استطاعت أن تمتص البطالة بمنطقة تكوت وتطورت ببعض المناطق الأخرى من البلاد، خاصة منطقة القبائل• يذكر أن الدكتور حميزي أنجز دراسة حول حرفيي النقش على الحجارة بمنطقة تكوت، ونال عليها عدة جوائز وطنية ودولية خلال سنة 2007 و2008 كما أنجز مطويات تحسيسية لفائدة الحرفيين بولاية باتنة، وتكفل بما يقارب 715 حالة•