أكد البروفيسور عبد المجيد جبار المختص في الأمراض الصدرية بباتنة بأن مرض السيليكوز "لا علاج له" والحديث عن غسل رئة المصابين من الغبار المتراكم فيها "مجرد احتيال". وأضاف البرفيسور جبار خلال محاضرته التي ألقاها في الأيام الدولية الأوراسية الخامسة حول الأمراض الصدرية وتناول فيها الأمراض الصدرية لدى ممتهني حرفة صقل الحجارة بمنطقة الأوراس لاسيما بتكوت و آريس بولاية باتنة أن "ما يروج له بوجود طبيب بدولة حدودية يعالج هذا المرض الذي تتسبب فيه جزئيات السيليس المتطايرة من الحجارة التي يتم صقلها بتجهيزات كهربائية تغليط للمرضى واستغلال لعدم درايتهم الكاملة بطبيعة هذا المرض المستعصي وابتزاز لأموال هم في أمس الحاجة إليها وعائلاتهم".وأبدى نفس الأخصائي الجزائري الذي له خبرة 30 سنة في الميدان تحديه "لأي طبيب يزعم بأنه يستطيع تفتيت الغبار المتراكم داخل القصبات الهوائية برئة المصاب بالسيليكوز" والتي تتحول إلى مادة صلبة يستحيل اختراقها. وأوضح المتدخل للحضور شرحا وصورة خطورة هذا المرض الذي يستمر في التطور حتى مع توقف المريض عن مهنة صقل الحجارة مؤكدا أن خطورته تكمن خاصة لدى الأشخاص المصابين أيضا بداء السل حيث تمنع رواسب الغبار المتراكمة بالقصبات الهوائية وصول الأدوية بكميات كافية لعلاج المريض مما ينتج عنه مقاومة عكسية للجرعات المضادة للداء لدى المصاب الذي يصبح ناقلا للعدوى في وسطه العائلي والمهني وخطرا على الصحة العمومية. وكشف البرفيسور جبار الذي يترأس مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بباتنة منذ سنوات وحسب دراسة أعدها عن مرضى صقل الحجارة بمنطقتي تكوت وآريس بباتنة الذين دخلوا المصلحة أن ثلاثة أرباع المصابين متوسط أعمارهم لا يتعدى 27 سنة و أن المرض يظهر لديهم بعد سنة واحدة من تعرضهم للغبار المكثف المنبعث من عملية صقل الحجارة بأجهزة كهربائية. وألح المتدخل على أن الوسائل الحالية التي يعمل بها محترفو صقل الحجارة لا تمنع بتاتا من الإصابة من هذا المرض القاتل مشيرا إلى الظروف الصعبة التي تعمل بها هذه الفئة من الشباب مما يجعلها بعد سنوات قليلة غير قادرة على الاستغناء عن أجهزة التنفس الاصطناعية في انتظار موت محقق. وتم تخصيص ورشة خاصة بداء السيليكوز خلال هذه الأيام العلمية و الدولية شارك فيها العديد من الأطباء المختصين وأستدعي إليها أطباء من منطقتي تكوت وآريس وكذا عدد من المرضى حيث سلط الضوء على مسببات المرض وكذا عجز الطب عن معالجته و التحسيس بأن التخلي عن مهنة صقل الحجارة ضرورة لتفادي الإصابة بهذا الداء في ظل انعدام وسائل الحماية من التعرض لجزيئات الغبار.