كما هو الحال لغابات واسيف، الواقعة على بعد 37 كلم عن عاصمة الولاية، استعملت فيها أسلحة حربية ثقيلة من مدفعيات ومروحيات حربية من نوع الهيليكوبتر، استعملت في قصف العديد من المواقع التي تتخذها سرايا ما يسمى ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"• وقالت مصادر على صلة بالملف الأمني بمنطقة القبائل ل "الفجر" إن هذه العملية تعد الأولى من نوعها بعد عدة شهور والتي تم تجنيد لها ما لا يقل عن 3 آلاف عون أمن مشترك لمواجهة زحف أتباع دروكدال، الذي فقد تنظيمه إثر هذه العملية ثلاثة عناصر، بعد مقتل آخرين في سوق التنين في معاتقة الأربعاء الأخير، عندما حاولوا الالتحاق بسوق المنطقة بحوزتهم أسلحة رشاشة• وأضافت ذات المصادر أن قوات الجيش الوطني المعززة بفرق خاصة في تفكيك الألغام تمكنت أمس من اكتشاف مخابئ أرضية على طول الشريط الرابط واسيف وآيت ثوادارث، باتجاه مرتفعات عين الحمام وبني يني، المطلة على سلسلة جرجرة، إلى جانب تدمير ما لا يقل عن 10 كازمات، البعض منها يعود إلى الحقبة الاستعمارية، والتي يتعدى طولها 10 أمتار على مستوى غابات ثاحشاط، إلى جانب استرجاع مواد غذائية وقارورات غاز البوتان، ضف إلى ذلك مولدات كهربائية ومختلف الألبسة الشتوية التي تخلى عنها الإرهابيون بمجرد تحرك مصالح الجيش الوطني الشعبي• وعثرت هذه الأخيرة في سياق متصل على أوان الطبخ، وقالت مصادرنا أن ذات المصالح وسعت أمس السبت من عملياتها التمشيطية لتزحف إلى غاية الجهة الجنوبية الغربية، وصولا إلى المناطق الشمالية، بما فيها مرتفعات بومهني، التي تم محاصرتها بفرقة ثالثة من القوات المشتركة من خلال تطويقها الكلي لمختلف المنافذ المؤدية منها وإليها• وجاء تحرك المصالح المختصة في مكافحة الإرهاب، التي ينتظر تعزيزها اليوم بفرق من المظليين، بعد ورود معلومات مفادها وجود تحركات مشبوهة لجماعة إرهابية يصل عددها إلى حوالي 30 إرهابيا خوفا من دخولهم إلى التجمعات السكانية القريبة من هذه الأدغال القريبة من سيدي علي بوناب، خاصة بعد محاولة جماعة مسلحة، الأسبوع الأخير، اختطاف تاجر بمنطقة معاتقة، وكذا بعد مقتل عسكريين وإصابة ثالث بجروح خطيرة، حوّل إلى مستشفى عين النعجة بالعاصمة، وهذا في اشتباك مسلح على مستوى الحاجز الأمني المقام بين الأربعاء ناث إيراثن وعين الحمام• وقالت مصادر متطابقة أنه من بين الإرهابيين المحاصرين هناك من يملك وثائق مزورة، حسب ما كشفت عنه تصريحات تائبين سلموا أنفسهم مؤخرا لمصالح الأمن، بما فيها جوازات سفر تنسب إلى بلدان أجنبية، خاصة العربية منها، والتي يستعملونها في تنقلاتهم بين مناطق الجزائر• وتمكنت المصالح المختصة من الوصول إلى تحديد خريطة عمل أتباع كتيبتي "الأنصار" و"الفاروق" المتمركزة بمنطقة القبائل بعد القضاء على أمرائها، مع فرض الحصار على آخرين منهم• كما تواصل ذات المصالح عمليات التمشيط التي أسفرت نهاية الأسبوع على تدمير عدد من الكازمات بين حدود بومرداس أين تم تفكيك قنبلة تقليدية على الطريق الوطني رقم 25 بمنطقة بني شود، حاولت استهداف دورية لعناصر الجيش الوطني الشعبي، إلى جانب تيزي وزو، مع استرجاع مواد غذائية وأدوية• كما قالت مصادر محلية موثوقة أنه شوهد ليلة أول أمس عدد من الإرهابيين يتسللون خفية إلى سيدي علي بوناب هروبا من سوق التنين بمعاتقة، بعد القضاء مساء الأربعاء الفارط على ثلاثة مسلحين كانوا يتأهبون للالتحاق بسوق المنطقة، والذين عثر بحوزتهم على أسلحة رشاشة، ويرجح أن يكون قدموا من بومرداس لاختطاف أحد التجار بالمنطقة مقابل تسديد فدية• كما تم تكثيف دوريات المراقبة والحواجز الثابتة وكذا تفتيش المركبات إلى جانب تنصيب خيمات مدرعة على حواف الطرق الوطنية والولائية بالمنطقة•