صايبي في حوار شيق أجرته معه "الفجر" أكد رغبته الكبيرة في تقمص ألوان النخبة الوطنية، الحلم الذي راوده منذ كان في اتحاد الحراش، وأعرب بخصوص ذلك أنه سيعمل المستحيل من أجل تلقي دعوة سعدان، وقال أيضا إن الخضر على أبواب مهمة صعبة في رواندا، ويجب عليهم التركيز في جميع المباريات وليس التفكير من الآن في مواجهة الفراعنة. كيف هي أمور صايبي منذ أقل من شهرين في المملكة السعودية؟ الحمد لله، أنا في أحسن أحوالي في الأهلي منذ أن التحقت بهذا النادي العريق بداية شهر فيفري الماضي، لأنني ببساطة لقيت ترحابا خاصا من جانب إخواني السعوديين، لدرجة أني أحسست بأنني وسط عائلتي، وذلك ليس قديما على أهل جدة بالطبع، لأنني طالما سمعت عن جود وكرم استقبال السعوديين، الأمر الذي سمح لي بالاندماج في وقت قياسي داخل المجموعة، لأتفرغ بسرعة إلى مهمتي التي جئت من أجلها إلى هذا البلد الشقيق، المتمثلة في دعم هجوم الأهلي. أول حصة تدريبية تحت قيادة مدرب أجنبي ولاعبون لا تعرفهم في بلد يبعد عن الجزائر مسيرة أكثر من تسع ساعات جوا، ماذا أحسست عندها؟ كان أمرا صعبا بدون شك، وأنا أراهن على أي لاعب محترف تمكن من الانسجام في فريق أجنبي بسهولة، لكنني الحمد لله وجدت صعوبات في البداية، إلا أنني تفهمت الوضع بسرعة وتمكنت من الدخول في المجموعة بعدها، وتعودي على الحصص التدريبية اليومية اكتسبت معرفة زملائي الذين رحبوا بي في الفريق، وكذلك المدرب البلغاري مالدينوف الذي لم يتوان بدوره في تزويدي بالنصائح والتعليمات. قيل عنك الكثير في البداية، وسائل الإعلام السعودية قالت إنك تعاني من إصابة قديمة منذ كنت تلعب لاتحاد الحراش، هل أثر عليك ذلك؟ لقد سمعت الكثير في محيط النادي الأهلي، لأن إصابتي في المباراة الودية أمام التعاون، أثارت مخاوف وشكوك الفريق السعودي، سيما كلام الصحافة عن معاناتي من إصابة قديمة منذ كنت ألعب في اتحاد الحراش وقبل مجيئي إلى السعودية، ومن حسن الحظ أنني كنت بعيدا عن الدخول في مثل هذه المتاهات، وتمكنت مع الوقت من استدراك طاقاتي واسترجاع إمكانياتي البدنية وأثبت ذلك عندما أتيحت لي الفرصة في أول مباراة رسمية لعبت فيها دقائق قليلة. وأؤكد سلامتي من أي إصابة في المباراة الثانية أمام الحزم، حيث سجلت هدف التعادل وعدنا بنقطة مهمة، كما سمحت لي الفرصة لأسجل ثنائية في لقاء الرائد، وكل ذلك من أجل أن أبرهن أنني لاعب يمتاز بخلق وجاء إلى نادي الأهلي من أجل أداء مهمته بإخلاص. عقدك ينتهي مع نهاية الموسم الكروي في السعودية، هل يفكر صايبي في تمديد العقد أو يريد التغيير؟ أنا لا أفكر سوى في مواصلة مشواري مع الأهلي إلى آخر نقطة من العقد المبرم بيننا، وبما أن العقد الذي يربطني بالنادي السعودي ينتهي مع نهاية الموسم، فثمة حديث آخر، لذلك أنا أريد أن أسجل مزيدا من الأهداف في المباريات الأربع القادمة، حيث سألعب آخر مباراة لي مع الأهلي ضد نادي الحزم في ملعب جدة يوم 12 أفريل القادم، لذلك نسعى للحفاظ على تمركزنا في المرتبة الثالثة برصيد 32 نقطة بعد كل الغريمين الاتحاد والهلال، اللذان ينفردان بالمركزين الأول والثاني، حيث نطمح إلى مشاركة قارية العام الماضي (كأس آسيا للأندية)، إلا أن ذلك لن يتوقف إلى بتحقيق نتائج مرضية، بناء على المراقبة اللصيقة التي يشنها نادي الشباب على فريقنا باحتلاله المركز الرابع بناقص نقطة عن الأهلي، هذا ويمكننا أن نخوض مباريات أخرى تدخل ضمن أحداث بطولة ولي العهد، والتي تشارك فيها الفرق الستة الأولى ذهابا وإيابا. ما هو الداربي المشهور في السعودية، وهل ستكون لك فرصة مواجهة أحد الأندية السعودية الكبيرة؟ الداربي الساخن والمحلي بالنسبة للأهلي يتمثل في لقائه مع الجار والغريم الهلال، إلى ذلك هناك أندية أخرى تصنع داربيات واعدة على غرار الأهلي والهلال، الأهلي والشباب، أما بالنسبة لي، فلم تأت الفرصة بعد، وبما أن كأس ولي العهد مقبلة، فأنا أرجو معايشة أحد هذه الداربيات، بما أن بطولة المحترفين على وشك النهاية والأهلي لن يواجه أندية كبيرة فيما تبقى له من مباريات. صايبي ترك بصمته في اتحاد الحراش والبطولة الوطنية بتوقيعه تسعة أهداف كاملة، قبل أن يشد الرحال إلى السعودية، لكن ذهابك أثر سلبا على هجوم الحراش، لأن الصفراء لم تجد البديل وتحسرت على ذهابك، ما رأيك؟ إنني أملك ذكريات جميلة مع اتحاد الحراش، ولولاه لما كنت وصلت إلى هنا، كما أن إدارة الاتحاد وفرت جميع الظروف. ومن جهتي، لم أقصر في مهمتي والحمد لله، وخير دليل على ذلك هو أنني سجلت تسعة أهداف كاملة في مرحلة الذهاب، ومع ذلك، فإن مغادرتي للصفراء لا تعني بأن التشكيلة لا تمتلك مهاجمين أقوياء، لأنني أعرف بأن هناك رجالا في الحراش، قادرين على تحمل مثل هذه المسؤولية. هل تصلك أخبار عن الاتحاد؟ تأسفت كثيرا لقرار الرابطة الوطنية المفاجئ بالمعاقبة القاسية التي سلطها على الاتحاد بحرمانه من جمهوره لثماني مباريات كاملة، وذلك يمس بخصلة أنصار الحراش الذين يعشقون الصفراء حتى النخاغ وغيابه عن تشجيع أشبال المدرب شارف كان وراء إخفاق أشبال المدرب شارف أمام بجاية في المحمدية والتعادل مع النصرية والفوز الصعب أمام اتحاد عنابة ولكن ما من حيلة أخرى، سوى أنه على اللاعبين وضع اليد في اليد وبذل جهد أكبر لضمان بقاء الاتحاد في حظيرة القسم الأول. ماذا يقول لنا صايبي عن الاحتراف، وهو يؤدي أول تجربة له خارج الوطن؟ حسب رأيي، فإن الاحتراف لا يعني اللعب في فرنسا أو أوربا فقط، لأن هذه الكلمة لها معنى واحد، وهو أنك في بلد أجنبي، هدفك الوحيد هو إقناع الفريق الذي تلعب له، كما أن التحاقي بأشهر الأندية السعودية أو كما يلقب في البطولة "قلعة الكؤوس" لأن بحوزته 29 كأسا بمختلف تسمياتها، وهو أمر ليس بالهين أن تلعب في صفوف هذا الفريق، وهدفي المسطر هو أن أكون هداف الأهلي وأشرف سمعة اللاعب الجزائري المحترف. كشف المدرب الوطني رابح سعدان في الندوة الصحفية الأخيرة السابقة عن إقامة أول مباراة ضد منتخب رواندا من تصفيات كأس إفريقيا والمونديال 2010 أن اسمك مدون في أجندة سعدان ضمن التشكيلة الاحتياطية إلى جانب لاعبين آخرين يلعبون بالبطولة الوطنية، ما رأيك؟ كنت على دراية باهتمام سعدان من قبل عبر وسائل الإعلام الجزائرية، وهو أمر يشرفني كثيرا ويبعث فيّ روحا جديدة من أجل أن أكون عند حسن ضن سعدان والمنتخب الوطني، لذلك سأعمل جاهدا على اكتساب ثقة الناخب الوطني مستقبلا، لكي تكون لي مكانة ضمن التشكيلة الوطنية، كما أن وجودي في فريق الأهلي فتح لي المجال للاحتكاك بلاعبين أجانب من بلدان مختلفة وسأسعى دائما لتطوير إمكانياتي، لكي أكون في مستوى التطلعات. وأحيطك علما أن رغبتي في تقمص الألوان الوطنية تراودني منذ كنت ألعب في شبيبة القبائل واتحاد الحراش. الجزائر ستواجه رواندا نهاية الشهر الجاري في أول مأمورية من التصفيات الأخيرة للمونديال وكأس إفريقيا، كيف ترى حظوظ الجزائر في هذه التصفيات؟ أنا أدرك جيدا أن مأمورية الخضر صعبة، وأن منتخب رواندا عرف تطورا في مستواه شأنه شأن المنتخبات الإفريقية الأخرى، بالرغم من أن هناك مواجهات كلاسيكية تكتسي طابعا خاصا مثلما هو الحال بالنسبة للمواجهة التي ستجمعنا بالمنتخب المصري بداية جوان القادم، ومع هذا أرى أن حظوظنا في التأهل إلى المونديال مازالت قائمة والمستطيل الأخضر هو الفاصل، وأنا مع ما قاله سعدان في الحصة الرياضية التي برمجت عشية الأربعاء الماضي "كلام في الرياضة"، حيث اعتبر الناخب الوطني أن مهمة الخضر ستكون شاقة في كيفالي، لأنه يتحتم على النخبة الوطنية عدم الاستهانة بأي منتخب كان، سواء رواندا، مصر أو زامبيا. وعليه، فأنا أتمنى مشوارا جيدا لرفقاء زياني في هذه التصفيات. كلمة أخيرة؟ أنا أشكر جريدتكم على هذا الاتصال، وسعدت للحديث معكم. وما أريد قوله في الأخير، هو أنني أتمنى تأهل المنتخب الوطني، كما أريد مشوارا جيدا لاتحاد الحراش في المباريات المقبلة من البطولة، لكي يضمن بقاءه ضمن حظيرة القسم الوطني الأول.