الجزائريون يتطلعون لمباراة زامبيا ومصر، ربما أكثر من المباراة أمام رواندا بناء على أن نسبة كبيرة من تحقيق التأهل مربوطة بلقاء اليوم، كيف ترى ذلك؟ لا يجب علينا تعليق كل آمالنا على مباراة زامبيا-مصر، لأن ''الخضر'' تنتظرهم مباراة ليست سهلة أمام رواندا، وعليهم التركيز فيها أكثر لتفادي التهاون، مخافة الدخول في متاهة الحسابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع• وعليه، فإن المهم والأهم هو التركيز أمام رواندا من أجل الفوز بأكبر نتيجة تبقي على حظوظنا قائمة في تحقيق الحلم، في حال ما حقق المصريون نتيجة إيجابية في زامبيا• أما إذا حدث العكس، فإن نتيجة هدف لصفر أمام رواندا تضعنا في المونديال بغض النظر عن اللقاء الأخير أمام أبناء شحاتة في ملعب القاهرة• يتفاءل المصريون بالعودة بالزاد كاملا من زامبيا، فهل ترى بأن منتخب زامبيا سيكون كبش فداء يعبّد على حسابه رفقاء أبو تريكة طريقهم نحو المونديال، أم أن زامبيا قادرة على إفشال مهمة المصريين؟ حسب رأيي الشخصي فإني أرشح منتخب زامبيا لاقتلاع الفوز، بالنظر إلى حاجته الماسة لذلك لضمان مكانة في نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا أولا، أما ثانيا فإن لأبناء المدرب الفرنسي رونار تشكيلة شابة وقوية بإمكانها تحقيق الفوز، وهذا ما كنا قد شاهدناه في البليدة الشهر الماضي، حيث كان خصما صعب المنال وخلق صعوبات كبيرة لأبناء المدرب سعدان، خاصة في المرحلة الأولى من اللقاء• لذلك فإني أرى عودة خائبة للمصريين من الأراضي الزامبية، وهو ما سيجعلنا نلعب بكل ارتياح في مباراتنا أمام رواندا لأننا سنضمن عندئذ تأهلنا إلى المونديال بشكل رسمي، وهو ما سيسمح لنا بالسفر إلى أم الدنيا دون أي ضغوط، بل بالعكس سنذهب وكأننا سنلعب مباراة عادية جدا أو ودية• ما رايك في القائمة التي يحضر بها سعدان لمواجهة الغد خاصة وأنه كان محل انتقادات عدة بعد إبعاد بعض المحليين؟ أنا مع اختيارات سعدان، لأنه أدرى بنقائص واحتياجات المنتخب الوطني، أما عن إعفائه للمحليين الأربعة، فأظن بأن الأمر مؤقت فقط، وليس بصفة نهائية، وأن استدعاءهم مجددا وارد في المناسبات القادمة• لذلك يجب على هؤلاء الصبر والتفاني في العمل• وحول كثرة الحديث عن القائمة فأمر لا يجب التعمق فيه، لتفادي الدخول في متاهات قد تؤثر على استقرار المنتخب الوطني، خاصة ونحن على أبواب آخر فرصة سانحة لتحقيق أجمل حلم، طالما انتظره الجزائريون، وهو الذهاب إلى مونديال جنوب إفريقيا، والذي لم يذق طعمه منتخبنا الوطني منذ مونديال مكسيكو .1986 وماذا تقول عن المحترفين؟ استدعاء سعدان لوسط ميدان بورتسموث وبنفيكا سابقا حسن يبدة، الذي يملك قدرات كبيرة، سيدعم تشكيلة المدرب سعدان، بالإضافة إلى لاعب نانت الفرنسي، جمال عبدون، الذي لديه قدرات كبيرة• فبالتالي، يمكن القول بأن سعدان في فترة جس النبض للخروج بتشكيلة يمكن الاعتماد عليها في المناسبات الكبرى• لذلك، فإن كثرة الحديث عن التشكيلة ليس في صالح ''الخضر'' الذين هم بحاجة إلى مساندة ودعم من طرف كل الجزائريين• على ذكرك ليبدة، فقد تفاجأنا مؤخرا برد وسط ميدان راسينغ سانتاندير الإسباني، مهدي لحسن، ورفضه لحمل الألوان الوطنية، حيث كشف لمذيع قناة مونتي كارلو في حوار أجراه معه بأنه غير مستعد ولا يفكر أبدا في عرض ''الخضر'' في الوقت الراهن، ما تعليقك؟ ما عساني أن أقول وأنا أسمع منك هذا الخبر، لقد فاجأتني حقيقة، فما قاله اللاعب أمر محزن وقراره هذا يجب أن يهضمه سعدان وكل المسؤولين بإحكام، لأنه لم يول أدنى اهتمام لهذا الطلب الغالي، الذي يحلم به كل لاعب تجري في عروقه دماء الجزائر• فإذا عدنا إلى الوراء، فلا أخفي عنك بأن الجزائر كانت تملك لاعبين محترفين كبار يلعبون في مختلف الأندية الأوروبية على غرار دحلب، منصوري وغيرهم، لكن هؤلاء لم يخيبوا دعوة الجزائر، فصنعوا تاريخهم بأحرف من ذهب، وها أنا اليوم شخصيا أتفكرهم ''غير بالخير''• لربما أن الوقت لم يعد نفسه والأهداف تختلف بتعاقب السنوات• في كل مرة كنت ألتقي أناسا عايشوا مرحلة الجيل الذهبي، ويقودنا الحديث عن المنتخب الوطني، فكل واحد كان يردد ''زمان كان اللاعبون هم من يخدم المنتخب الوطني أما اليوم فالعكس صحيح''، و بما أن كويسي أحد صنّاع ذلك الجيل ومن رواد ملحمة خيخون 28 فما رأيه؟ حقيقةً تغيرت الظروف، فنحن الآن نشهد تحولات كبيرة يعرفها لاعبونا المحترفون بعد مشاركتهم مع المنتخب الوطني، لذلك فإنني أشاطرك الرأي• وبحكم أن الظروف اختلفت حاليا، كون أن أهداف محترفينا الآن تتجسد في الوصول إلى أبعد نقطة من الشهرة، ناهيك عن اقتراب المنتخب الوطني من بلوغ المونديال، والذي سيعود بدون شك بالفائدة على هؤلاء، لأن أسهمهم سترتفع أكثر• كما لا يخفى على أحد بأن وجود أغلب المحترفين في المنتخب الوطني ساهم في رفع قيمهم المالية وتحولهم إلى أندية كبيرة ونذكر هنا زياني الذي التحق بصفوف فولسفبورغ وانتقال بوفرة إلى غلاسكو رينجرز بطل إسكتلندا• لقد عايشت مباراة ''الخضر'' والمنتخب المصري عندما كنت في الفريق الوطني سابقا، فكيف كان طعم هذه المواجهات حينها؟ مواجهاتنا مع المصريين كانت تختلف عن باقي المباريات، لأنها كانت الأصعب، فسبق لي أن واجهت الفراعنة في عدة مناسبات في الثمانينيات، ولا أتذكر أننا واجهنا منتخبا سهلا، حيث كانت جل المواجهات تعرف التنافس والحرارة في اللعب، بالنظر إلى وجود نوع من الحساسية في مثل هذه المباريات• ماذا تقول لسعدان؟ أنا شخصيا أشكر سعدان كثيرا على هذا المشوار الرائع الذي أداه مع المنتخب الوطني، لأن الوصول إلى هذه الدرجة لم يأت إلا بالعمل والانضباط• وأعتبر مهمته ناجحة حتى الآن وأتمنى له التأهل إلى المونديال• كما لا يمكننا نسيان الفترات الصعبة التي مر بها سعدان خلال هذه الفترة، وهو يستحق كل التشجيع والاحترام•