سجلت التقارير الرسمية لمديرية الصحة عبر مختلف القطاعات الصحية المتواجدة بولاية وهران، البالغ عددها سبعة مراكز، 1510 إصابة بداء السل في 2008، منها 973 إصابة بالسل الرئوي المعدي والقاتل و533 إصابة بداء السل غير الرئوي، الوضع الذي بات يدق ناقوس الخطر بسبب الانتقال السريع للعدوى، خاصة أن المرض عرف انتشار واسعا بالنسبة للفئة البالغة من العمر ما بين 20 و44 سنة، حيث تم تسجيل 475 إصابة بالسل لدى الرجال و186 وسط النساء، مقابل 148 إصابة بالداء غير الرئوي لدى الرجال و21 إصابة بالسل غير الرئوي عند النساء، فيما يعرف القطاع الصحي بوعمامة الذي يستقبل أكبر عدد من العائلات الفقيرة التي يشكل المرض نسبة انتشار كبيرة وسطها ب245 إصابة• من جهتها، كشفت مصادر مطلعة أن داء السل يشهد ارتفاعا في عدد المصابين نتيجة لغياب الوقاية ووسائل العمل المناسبة، والإهمال وعدم اتباع المريض للوصفات الطبية، مما يزيد في تدهور الحالة الصحية للمريض وبالتالي انتقال العدوى إلى جميع أفراد العائلة، كما تم تسجيل أيضا 18 إصابة بين تلاميذ المدارس، أعمارهم تقل عن 14 سنة• فيما تستقبل مصلحة الاستعجالات للأمراض الصدرية بمستشفى وهران يوميا أكثر من 60 حالة تعاني من مختلف الإصابات بالأمراض الصدرية التي أصبحت تتنامى بشكل خطير، خاصة داء السل الرئوي بين فئة الشباب، والذي تتسبب في انتشاره الظروف الاجتماعية القاسية للعديد من العائلات وحالات الفقر المدقع مما يزيد في عدد الإصابات، لا سيما أن مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى وهران أصبحت تستقبل العديد من الحالات خارج الولاية في وضعية صحية جد متأخرة، ما يتطلب مواصلة علاجهم خارج المستشفى بعدما تصبح حالاتهم الصحية ميؤوسا منها ومعرضين للموت في أية لحظة بعد تغلغل المرض في جسم المريض بشكل خطير• وفي ذات السياق، أكد البروفيسور برابح رئيس مصلحة الأمراض الصدرية، أن داء السل في تنام مستمر لعدم التزام المرضى بالوصفات الطبية المقدمة لهم ما أصبح يهدد عائلاتهم بالعدوى، حيث أن أكثر الحالات المصابة بالداء تم انتقال المرض إليها عن طريق أفراد العائلة، ما بات يتطلب اتخاذ آليات وقائية من شأنها المساعدة على مكافحة المرض والتصدي له، خاصة أن مختلف القطاعات الصحية اليوم أصبحت تقدم جرعات دواء للمرضى بواسطة البطاقات التي يملكونها عليها•