تباينت درجة رضا ممثلي مرشحي الاستحقاقات الرئاسية عن تغطية وسائل الإعلام الثقيلة لمجريات الحملة الانتخابية، بين راض ومحتج وغير راض تماما، رغم الوجه الجديد الذي ظهرت به في متابعتها لحملة الرئاسيات الجارية، والتي اعتبرها كثير من المتتبعين جريئة إلى حد ما، وخاصة بثها لمداخلات قوية لمرشحين ناقمين عن الوضع، وكان آخر التغطيات القوية ما بث في نشرة الثامنة ليوم الخميس. عبر مدير الحملة الانتخابية للمرشح موسي تواتي، السيد محمد التين، عن رضاه العام عن تغطية التلفزيون والإذاعة للحملة الانتخابية، ووصف الحصة المخصصة للحملة التي تبثها التلفزة بالمحترمة، مقللا من شأن ما وصفه بالتجاوزات المقننة، وهذا على خلفية الحصص التي تخص أعضاء الحكومة ومنجزات العهدة السابقة، معتبرا ما تبثه النشرات الإخبارية بالمعقول، مبديا رضاه التام عن الإذاعة الوطنية بقنواتها الثلاث. في حين صب رئيس الحملة الانتخابية للمرشح جهيد يونسي، عن حركة الإصلاح الوطني، السيد بن عبد السلام، جام سخطه على التلفزيون، واصفا إياه "بالكارثة المفضوحة والمنحازة لمرشح معين"، وقال "الظاهر أن السلطة لن تغيّر من سلوكات التعامل مع المرشحين"، واستغل فرصة حديثه معنا لانتقاد لجنة مراقبة الانتخابات بقوله "حتى لجنة الانتخابات التي من المفروض أن تسهر على تكريس الشفافية، لم تخل تعاملاتها من التجاوزات، ومثلها الإدارة" معتبرا أن ذلك لا يخدم الديمقراطية، في حين أبدى نوعا من الرضى عن القنوات الإذاعية، التي اعتبر تغطيتها "معقولة". واحتج المدير الوطني لحملة المرشح محمد السعيد على عدم بث نشاط المرشح في نشرة الثامنة ببعض الولايات كعين الدفلى والشلف وتيارت، معتبرا أن مثل هذا التصرف هو بمثابة خرق لمبدأ المساواة، وقفزا على مداولة اللجنة السياسية الوطنية فيما يتعلق باستفادة المرشحين من حق بث نشاطهم، بالاضافة إلى أنه إهمال لحق المواطن في إعلام نزيه وغير متحيز. وجاء في بيان صادر عن مداومة المرشح أمس أنه "للمرة الثانية منذ انطلاق الحملة الانتخابية، تعمد التلفزة إلى حرمان المرشح محمد السعيد من حقه في بث نشاطه داخل ولايات الوطن وفقا لما قررته اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات، فبعد أن منعت بث نشاطات المرشح في ولايتي عين الدفلى والشلف، عمدت يوم الخميس إلى عدم بث نشاطه كلية في نشرة الثامنة ". ووجهت مداومة المرشح، احتجاجا إلى منسق اللجنة السياسية الوطنية. وكانت وسائل الإعلام الثقيلة أكدت تجنيدها لكل الوسائل لتغطية واسعة وشفافة للحملة الانتخابية، حيث تم إنشاء خلية على مستوى المقر المركزي للتلفزيون، لمتابعة تغطية الحملة وعملية الاقتراع داخل الوطن وخارجه، وأرسلت ذات المؤسسة 34 صحفيا إلى خارج الوطن لتغطية الحدث، ووعدت بأنها ستقوم يوم الاقتراع ببث مباشر دون انقطاع من كل الولايات. والى جانب إنشاء هيئة من ممثلي المرشحين على مستواها، جندت الإذاعة بقنواتها الأربع، 24 صحفيا لتغطية نشاطات المرشحين للرئاسيات، وتقوم الإذاعات المحلية ال43 بتغطية نشاطات الحملة المقامة في ولاياتهم من خلال تجنيد 120 صحفي و50 تقنيا. كما تقرر إرسال 25 صحفيا لخارج الوطن، لكل من مصر وتونس والمغرب وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا وكندا، لتغطية الحملة وعملية الاقتراع لأفراد الجالية الوطنية بالخارج.