تسجل قمة الدوحة المنعقدة اليوم غياب كل من الرئيسين المصري حسني مبارك ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وفيما يفسر غياب بوتفليقة وحضور وزير خارجيته مراد مدلسي بدلا عنه بانشغال الرئيس بالانتخابات الرئاسية التي تشهدها الجزائر في 9 أفريل فإن القاهرة لم توضح سبب غياب الرئيس مبارك الذي لم يحضر أيضا قمة دمشق السنة الماضية، لكن من الواضح أن التمثيل المصري المنخفض مؤشر على خلافات مصرية- قطرية بدأت في حرب لبنان عام 2006، وعززها العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. وقد انتقد عدة خبراء استراتيجيين القرار المصري بخفض مستوى تمثيل مصر في قمة الدوحة، ووصفاه ب "القرار الخاطئ" باعتباره يؤدي إلى استمرار غياب الدور المصري عن القمة العربية لدورتين متتاليتين. وحسب مصادر إعلامية، تم تأكيد مشاركة 13 رئيس دولة في قمة الدوحة، في حين اعتذر الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن المشاركة في القمة، حيث أكد مصدر رفيع بوزارة الخارجية السودانية لمصادر إعلامية عدم مشاركة الرئيس عمر البشير في قمة الدوحة التي تنطلق اليوم، وقال إن علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية، سيرأس وفد السودان المشارك في القمة. وقال المصدر ذاته إن عدم مشاركة البشير في القمة "ليس خوفا من قرار المحكمة الجنائية الدولية وإنما بسبب تصدر قرار الجنائية بحق الرئيس أجندة القمة"، ما استدعى أن يترك الرئيس للمؤتمرين حرية التشاور والتداول حول القرار وإعلان الموقف العربي المناسب بشأنه. ولتفادي غياب بعض القادة العرب احتجاجا على حضور الرئيس الايراني أو حماس كما حدث في قمة غزة الطارئة، أكد رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، عدم حضور الرئيس الإيراني أحمد نجاد أو مسؤولي حماس القمة العربية في الدوحة التي تبدأ أعمالها اليوم الإثنين. وقد عقد وزراء الخارجية العرب، أمس الأول، اجتماعا تحضيريا جرى خلاله إعداد الملفات التي سترفع إلى القمة والتي تصدرها ملف المصالحة العربية، كما توصلوا إلى صيغة بيان مشترك يرفض مذكرة المحكمة الجنائية الدولية الداعية لاعتقال البشير. وقد حذر وزراء الخارجية من أن مبادرة السلام العربية لن تبقى مطروحة إلى الأبد، وأن الالتزام العربي بها مرهون بقبول إسرائيل، وإن أكدوا أنها تبقى خيارا استراتيجيا لتحقيق سلام عادل وشامل. وتبرز فى صدارة الملفات الساخنة التى سيناقشها قادة الأمة العربية في قمتهم بالدوحة الوضع فى السودان على ضوء تداعيات مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس عمر البشير والخطوات القانونية والدبلوماسية التى بذلت على الصعيدين العربي والإفريقي لمواجهة هذه التداعيات. وتتصدر القضية الفلسطينية بكل جوانبها مناقشات القادة، خاصة وأنها تشهد في هذه الدورة تطورات لافتة، أهمها نتائج الحوار الفلسطيني الذى التأم في القاهرة خلال شهري فيفري ومارس، الى جانب استكمال جهود المصالحة العربية التى شهدتها أكثر من عاصمة عربية على مدى الأسابيع الماضية تمهيدا للقاء الدوحة الأبرز.