هذه البنايات لم تعرف صيانة ولا أعمال ترميم منذ أزيد من 60 سنة، ما جعل حياة آلاف السكان مهددة بالخطر في حالة وقوع كارثة حقيقية، وهو ما يتطلب وضع آليات لإعداد مخطط وقاية من الأخطار الكبرى كالزلازل والفيضانات إلى غاية تدارك الوضعية من قبل المسؤولين، بعدما توصلت كل الدراسات التقنية التي باشرتها المصالح التقنية للعمران الى ضرورة ترميم وصيانة المباني من أخطار التصدعات والتشققات بعد عملية تشخيص انطلقت في بعض الولايات ولازالت معلقة في البعض الآخر، حيث تم إحصاء ببلدية وهران وحدها 1990 بناية مهددة بالانهيار؛ إذ قامت مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري بتشخيص 200 عمارة واقعة بقلب المدينة وبأحياء حي سيدي الهواري والحمري لترميمها والحفاظ على طابعها الحضاري، بعدما رصد للعملية غلاف مالي يقدر ب 1.4 مليار دج بحي سيدي الهواري فقط، حيث تم إحصاء 46 بناية من أصل 200 عمارة لا تحتاج إلى ترميم بينما 83 بناية تحتاج إلى ترميم وصيانة و135 بناية في خطر ولا تحتاج إلى ترميم بعد تدهور وضعيتها كلية والواقعة بحي سيدي الهواري. وأوضح مدير التعمير للولاية أن بنايات سيدي الهواري القديمة لا يمكن هدمها كلية، وإنما ستفتح ورشات كبرى بعد رصد أغلفة مالية معتبرة كشطر أول، حيث تم إنجاز دفتر شروط لإعادة تأهيل مساحات بناء على تعليمات رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة. وألح رئيس الجمهورية على ضرورة خلق متنفس للحي بعد حالة الاختناق الكبير التي يعيشها في غياب المساحات الخضراء، في الوقت الذي التهم فيه الاسمنت كل المساحات بعد انهيار بنايات قديمة وإنجاز أخرى في مكانها من قبل عدد من الخواص ما بات يتطلب اليوم استرجاع 10 هكتارات بمنطقة لكلار التاريخية والحضرية من أجل إنجاز مساحات خضراء للترفيه والاستجمام. رصد 150 مليار سنتيم لترميم السكنات القديمة من جهته، أكد مدير التهيئة العمرانية بالولاية، السيد طمار، أن هناك نقصا في النصوص القانونية الخاصة بالترميم إلى جانب عجز المقاولات الوطنية عن القيام بمهمة ترميم البنايات القديمة، حيث انه من بين كل العروض التي تقدمت لترميم 200 عمارة التي وقع عليها الاختيار لم نجد المقاولة المناسبة والمختصة في المجال لتتكفل بالمشروع إلى جانب التكفل أيضا بترميم 63 معلما أثريا يتواجد اليوم في وضعية كارثية وبحاجة إلى ترميم للمحافظة على طابعه التاريخي ومنه مسجد الإمام الهواري وقصر الباي وغيرها من المعالم التاريخية، إلى جانب كنيسة سان لويس ومسجد الباشا وبرج باب الحمرة وباب نقلا والبغريف العسكري والمحكمة القديمة والمدرسة الكيريكية. في ذات السياق، أوضح مدير التخطيط والتعمير لبلدية وهران، السيد مباركي أنه منذ سنة 99 وضع مخطط شغل الأراضي بعدما تبين أن هناك مضاربة في شراء العمارات القديمة، حيث يتم هدمها وانجاز أخرى عملاقة في مكانها، تم اتخاذ قرار بهدم البنايات القديمة المدرجة ضمن القائمة المحددة والتي تشكل خطرا على الأهالي وترك تلك المساحة فارغة حتى يكون هناك متنفس للحي، مع العلم أن المشروع قد رصد له غلاف مالي مبدئيا ب 150 مليار سنتيم وسيتم رفعه إلى 220 مليار سنتيم وكانت البداية بترميم 200 عمارة مهددة بالانهيار واقعة بوسط المدينة والتي شملت بعض الشوارع، منها شارع خديم مصطفى وشارع محمد معطي وأفتون ووسط المدينة محمد خميستي والعربي بن مهيدي وشارع الأوراس وساحة أول نوفمبر والذي رصد له 70 مليار سنتيم، لتأتي المرحلة الثانية لترميم 400 عمارة أخرى مستهدفة بمشكل الاهتراء وخصص له مبلغ 150 مليار سنتيم، بالاضافة إلى حي الحمري ورصد له مبلغ مليار دج من قبل الصندوق الوطني لإعانة السكن وقد تم اختيار حي سيدي الهواري والحمري لأنهما أعتق الأحياء فبحي سيدي الهواري وحده يوجد 64 معلما تاريخيا، ومن بين 16 حيا ببلدية وهران يعد حي سانبيار من أكبر الأحياء التي تضم عددا كبيرا من البنايات المهترئة ب 324 بناية ثم وسط المدينة ب 291 بناية وبلاطو ب 267 بناية وسانتوان ب 186 بناية والدرب ب 164 بناية وسيدي الهواري ب 170 بناية والكمين ب 118 بناية وسان توجان ب 145 عمارة، إلى جانب أحياء غيرها وذلك من أصل 1990 بناية منها 1588 بناية تابعة لأملاك الدولة و402 ملك للخواص تقطن بها 15099 عائلة مهددة بالموت الحقيقي وتبقى المساكن تابعة لديوان التسيير العقاري تقدر ب 2035 مسكن، فيما تم تسجيل 937 عمارة خطورتها من الدرجة الأولى و737 من الدرجة الثانية و319 من الدرجة الثالثة ولا يصلح ترميمها وقد تم وضع عليها علامة حمراء لخطورتها إلا أنه بالرغم من ذلك لازالت العائلات تقطنها، ما يعرض حياتها للموت. اختيار 200 بناية كمرحلة أولية ببلدية وهران من جانب آخر، قامت مديرية التعمير والبناء لولاية وهران بتحديد السكنات التي ستخضع للخبرة التقنية عبر بلدية وهران ب 50 ألف مسكن وبلدية أرزيو ب 4 آلاف مسكن بنسبة 31% من مجموع السكنات المتواجدة بها وب 37 % من مجموع سكنات بلدية وهران وب 18% من مجموع سكنات بلدية مرسى الكبير التي يرتقب تشخيص فيها 500 مسكن من أصل 302980 مسكن بالولاية، حيث أسفرت نتائج التشخيص التقني خلال المرحلة الأولى عن وضع 3461 بناية علامة خضراء عليها ويوضع 679 مسكن عليه علامة برتقالية و254 مسكن علامة حمراء، حيث تم إخضاع 2637 مسكن للخبرة بحي الحمري والتي تكفلت بها مديرية التعمير والبناء وديوان الترقية والتسيير العقاري ومركز المراقبة التقنية للبناء والمجلس الشعبي البلدي وشرطة التعمير وحماية البيئة، فيما تم إخضاع 3854 بناية للخبرة بحي سيدي الهواري، ثم وضع 135 بناية لها علامة حمراء. وقد تكفل بالمشروع 7 مكاتب دراسات، إلا أنه بالرغم من طرح مناقصة وطنية لإنجاز مشروع ترميم الأحياء العتيقة والتي انطلقت بتاريخ 11 من الشهر الجاري إلا أنها لم تتقدم لها مقاولات مختصة من أجل ترميم 200 بناية يقطنها 1417 عائلة والتي تبقى تعتبر في خطر في انتظار الانطلاق في المشروع وإيجاد الشركات والمقاولات أو الاستنجاد بالمقاولات الأجنبية. وإلى غاية ذلك تبقى أرواح العديد من الأبرياء من 15099 عائلة تقطن مساكن هشة والرعب يخيم على نفوسها من انهيار البنايات فوق رؤسها في أي لحظة. تسجيل 69 مخالفة لبنايات فوضوية منجزة فوق أراض غابية أحصت محافظة الغابات بولاية وهران 69 مخالفة قامت بتحريرها نتيجة إنجاز سكنات فوضوية فوق أراض غابية، حيث تم تحرير تلك المخالفات في شكل محاضر وتحويلها على العدالة وذلك من أصل 80 مخالفة، منها 6 مخالفات خاصة برمي الأوساخ و2 منها قطع غير شرعي للأشجار و3 أخرى استغلال أراض بدون رخصة. وتأتي هذه الإجراءات في الوقت الذي أحصت فيه ذات المحافظة سنة 2008 التهام النيران ل 36 مركزا أو موقعا للنار تسبب في إتلاف مساحة إجمالية تقدر ب 36 آرا و38 سآر، منها الغابات والحشائش والأراضي الفلاحية.