بحضور شخصيات علمية مختصة، يتقدمها مدير المركز الوطني للفيزياء والجيوفيزياء ومدير مركز الدراسات التقنية للبناءات، إلى جانب أساتذة مختصين في الهندسة المعمارية والجيو فيزياء وإطارات في الحماية المدنية وبحضور شخصيات دينية إلى جانب الدكتور لوط بوناطيرو، اختلفت نقاشات وأراء الحضور حول مفهوم الزلزال بين التنبؤ والإشاعة والسيناريو واتفقوا في النهاية على أنه لا وجود لعلم دقيق يتنبأ بالزلازل حتى داخل اليابان. *التقرير الياباني مجرد سيناريو مفترض حرّف عن مساره افتتح المدير العام علي فضيل كلمة الافتتاح في ندوة الشروق الخاصة حول "الزلازل"، حيث تطرق إلى أهمية الإعلام كوسيلة هادفة تعمل على نشر التقارير العلمية لكافة المواطنين مع العمل على عدم التهويل فيها، فيما لو تعلقت بقضية حساسة تنعدم فيها الثقافة المعرفية لدى الجزائريين كمفهوم الزلزال، قبل أن يمنح الكلمة لضيوف الشروق، حيث ألقى السيد عزوز حميد مدير مركز الدراسات التقنية للبناءات كلمة كشف من خلالها انه هو صاحب المبادرة الشخصية للتقرير الأخير والذي لا يعتبر جديدا في مضمونه، كاشفا أنه مجرد سيناريو مفترض في حال تعرض الجزائر لزلزال ما بقوة 7.7 درجة، بإمكانه أن يؤدي لخسائر تماما مثل (ماذا لو يحدث في حال قيادة السيارة بسرعة 200 كيلومتر في الساعة داخل منطقة عمرانية)، مؤكدا أن التقرير مبادرة شخصية منه تطورت إلى فكرة سيناريو بمشاركة 15 خبيرا من الجزائر و17 من اليابان، الكلمة التي اتفق في مضمونها الدكتور لوط بوناطيرو، مؤكدا هو الآخر أن التقرير حرّف عن مساره ونقل بصياغة إعلامية أدت إلى حدوث الإشاعة الرهيبة التي عاشها الجزائريون، مؤكدا أن الجزائريين يفتقدون لثقافة علمية حول الكوارث الطبيعية والتي تأتي على رأسها الزلازل. من جهة أخرى، شرح الشيخ شمس الدين البعد الروحي للزلازل، محاولا إقناع الجزائريين على أنها ليست شرا وإنما هي خير، بتأكيده أن الذي يقتل تحت الهدم في الزلازل هو شهيد عند الله، ومن غير تهويل أكد شمس الدين على عدم التهويل في مثل هذه القضايا، كونها في النهاية مظهر عادي ولا علاقة لها بغضب الله سبحانه وتعالى على فئة من الجزائريين، مؤكدا أن المؤمن الحقيقي يخاف قبل كل شيء من الله مسبب مثل هذه الظواهر. هذا، وأكد الأستاذ زوبير دراج، وهو أستاذ مختص في الهندسة المعمارية، أن الجزائريين إذا بنوا بناياتهم ومنازلهم وفق طرق الهندسة الصحيحة لن تخيفهم الزلازل، متطرقا إلى ظاهرة الغش في مواد البناء والتي تعتبر السبب الأول في ارتفاع فاتورة خسائر زلزال 21 ماي من عام 2003، كما أكد الملازم الأول في الحماية المدينة السيد شرقي عبد القادر أن جهاز الحماية المدنية تم تكييفه من خلال مرسوم رئاسي يتبنى وضع 10 أخطار كبرى تتعرض لها الجزائر، والتي من بينها الزلازل، مؤكدا تبني جهاز الحماية المدنية لنظام الوقاية والتسيير من مثل هذه الكوارث من خلال استحواذ الجهاز على معدات جد متطورة. الشيخ شمس الدين : على الجزائريين أن لا يعيشوا ''بالخلعة" أكد ضيف ندوة الشروق الإمام الشيخ شمس الدين على عدم تبني إشاعات التعرض للزلازل على أنها تحصيل قادم، كون مثل هذه الأمور هي في النهاية عادية، داعيا إلى نزع الخرافة من الظاهرة التي تبقى بوحي من الله سبحانه وتعالى، لكن هذا لا يعني التكيف معها من خلال تعليم ثقافة علمية تكيف العقلية الجزائرية على أن الزلزال ليس شرا يعاقب به الله المغضوب عليهم في الأرض، مؤكدا أن المصيبة مهما كانت لا تصيب الناس، إلا بإذن الله تعالى، مستشهدا بالآية الكريمة "ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه"، كما أكد شمس الدين على ضرورة أن تنصب التوقعات العلمية في مجال تحريك الناس للحيطة والحذر وليس إرعابهم لشل حركتهم، حتى أصبح الجزائريون يعيشون بخلعة الزلزال، قائلا شأنها شأن يوم القيامة، فلو عمل الجزائريون على أن القيامة آتية وستنتهي حياتهم من الأرض، فهل يعني هذا أن نبيت في سياراتنا، خوفا ونغلق على أنفسنا وننتظر ماذا سيحدث؟ الدكتور عزوز الرئيس المدير العام لمركز مراقبة البناء بالشلف:"لو كان التنبؤ بالزلازل ممكنا لتنبأ اليابانيون بزلازلهم التي تضرب كل يوم"! أكد الدكتور حميد عزوز الرئيس المدير العام لمركز مراقبة البناء بالشلف أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التنبؤ بوقوع زلزال ولا موعده ولا مكانه، ولو كان ذلك ممكنا لأمكن لليابانيين معرفة الزلازل التي تضرب بلادهم قبل وقوعها.الحقيقة التي جاءت على لسان الرئيس المدير العام ل"سي تي سي" الشلف، وهو الذي تزامن مساره العملي مع وقوع عدة كوارث طبيعية ابتدأت بزلزال الشلف 1980 إلى غاية زلزال بومرداس 2003، هي أنه ولا حتى اليابانيين أنفسهم لا يمكنهم التنبؤ بوقوع زلزال "إذا كان اليابانيون يتنبؤون بالزلزال فليسبقوا بأنفسهم لمعرفة زلازلهم التي تضرب كل يوم !!"، مضيفا أنه "وإلى غاية الوقت الحالي مع التقدم العلمي لا يمكن التنبؤ بقوة الزلزال ومكانه بل يعد أمرا مستحيلا".هذا الرد جاء من الدكتور عزوز على الدراسة اليابانية التي تقول بقرب حصول زلزال عنيف في الجزائر بقوة 7.7 درجات سيقطع شطر العاصمة الغربي عن الشرقي، وهذا حسبه شيء "من ضرب الخيال"، بل مغلوط أصلا لأن الموجود هو دراسة أعدت من قبل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" شارك فيها خبراء يابانيون وجزائريون على حد سواء وكان "بمبادرة شخصية مني مع الخبير الياباني تاكاشي سنة 2003 في ملتقى دولي انعقد بفندق الهيلتون وتبنتها من بعد السلطات وتمت الاتصالات عن طريق الدبلوماسية حتى تحقق المشروع وأنجزت الدراسة".والدراسة التي عرضت بفرنسا سنة 2007 "لم تأت بجديد وأعادت حقائق نعرفها وننادي بها منذ السبعينيات وهي أن الجزائر تقع في منطقة زلزالية وهذا معروف"، مضيفا أن مركز المراقبة التقنية للبناء يقوم بدراسات حول تأمين البناء القديم منذ سنوات السبعينيات" وليس جديدا إذا قلنا إن "البناء القديم الذي عمره 100 سنة يكون معرضا للسقوط وكذلك البناء الذي لا يخضع للمقاييس المضادة للزلازل"، حيث اعتبر أن التطور العلمي وتطور المقاييس يجعل البناء المطور ضد الزلازل يصبح غير ملائم بعد 10 سنوات من الناحية النظرية نظرا للتقدم المستمر للتقنيات ومقاييس البناء".وعند الحديث عن سيناريو الخطر، وليس التنبؤ بزلزال قوي (أمر مستحيل) يمكن أن يصيب البناء بخطر الانهيار، فذلك ينطبق على كل دول العالم وليس الجزائر لوحدها وكل مدينة في العالم يمكن أن يعد لها مخطط للخطر يمكن من حساب الأخطار وتطوير نظام الحماية الذي يليق بحجم الخطر، علما أن درجة الأخطار تفترض في قياسات عالية كي تطور حسبها مخططات سلامة عالية وليس القصد منها التنبؤ بوقوع زلازل مثل ما يقال. شرقي عبد القادر مسؤول الوقاية بالمديرية العامة للحماية المدنية: التقرير الياباني غير مبني على أسس علمية قال مدير الوقاية بالمديرية العامة للحماية المدنية شرقي عبد القادر إن التقرير الياباني حول احتمال وقوع زلزال بالجزائر بقوة 7.7 درجة، علميا غير وارد، لأنه إلى يومنا هذا لا توجد تقنية في العالم تنبئ بحدوث الزلزال، كون الزلازل تحتم الإجابة على موقع الهزة، ووقتها وقوتها، لكن التقرير الأخير لم يعين الزمان، بل اكتفى بتحديد الخسائر التي يمكن أن تترتب عنه.وأشار شرقي إلى أن المديرية العامة للحماية المدنية كانت قد شاركت في إعداد تقارير حول القوانين المعمول بها خلال عملية التدخل، ووضعت فرضية قابلية التعرض للخطر، وقد أفرزت تلك التقارير نتائج قابلة للاحتمالات على أسس علمية، حسب المعطيات، الأمر الذي لم يتم الاعتماد عليه من قبل التقرير الياباني، كما أن نتائجه لم تكن مبنية على قابلية التعرض للخطر.وذكر ممثل المديرية العامة للحماية المدنية، أن الجزائر معرضة، على غرار دول الشمال الإفريقي، للزلازل بحكم وجودها في حدود التقاء الصفائح التكتونية الإفريقية والأسياوية، وهذا الاحتكاك تنتج عنه موجات سريعة الانتشار في القشرة الأرضية، ما يحدث زلزالا، فالجزائر، حسبه، معرضة للزلازل، لكن موقعها ليس كاليابان المتواجد على سلسلة من الأنهار والجزر، وبالتالي، فإن كل الزلازل التي تحدث في الجزائر يمكن تصنيفها في الخانة المتوسطة، نادرا ما تكون مدمرة كالذي حدث خلال زلزالي الأصنام وبومرداس.واستبعد المتحدث في مداخلته فرضية حدوث زلزال بالقوة التي حددها التقرير الياباني، لأن قوة 7.7 كافية لهدم الجزائر كليا. مشيرا إلى أن احتكاكهم بالمركز الوطني لعلوم الزلازل والفيزياء الفلكية والجيو فيزياء "الكراق" تسجل مئات من الهزات يوميا ولا يشعر بها المواطن الجزائري، لأنها تدخل في إطار النشاط العادي للأرض. الدكتور زبير دراج: "الجزائريون يبنون بنايات مغشوشة تهدد حياتهم أكثر من الزلزال" أكد الدكتور زبير دراج وهو مختص في الهندسة المعمارية على أن طريقة البناء الخطأ التي يبني بها الجزائريون منازلهم تعرضهم للخطر أكثر من الزلزال، كونهم يبيحون لأنفسهم الغش في سكناتهم من خلال التقليل من تكاليف البناء وهو ما يجعل بنايات هشة لا تقاوم حتى زلزال 4، مؤكدا أن 10 بالمائة إن لم نقل أقل يحترمون طرق وقواعد البناء الصحيحة، معرجا على الفكرة الخاطئة لبناء الجزائريين للمآرب، ومن بعد الغش بوجود طابقين وليس ثلاثة، وهو ما يؤدي إلى ما لا يحمده عقباه كما كشف المختص دراج، على أنهم يصادفهم في حياتهم العملية غش مبرمج للهلاك، من خلال شراء مواد بناء مغشوشة، فمثلا كيس الإسمنت الذي من المفترض أن يحوي 50 كيلوغراما نجد به 35 كيلوغراما، الحديد المستعمل في أعمدة البناء نجد مقياسه 13 ولكن لجزائريين يفضلون 12.5، لأنه أرخص، كما أكد الدكتور على أن سقوط جسر واحد في العاصمة يعني غلق حركة المرور في وجه المئات من السيارات بسبب البناءات والتصميمات التي لا ترتكز على قواعد تأخذ في الحسبان الكوارث الطبيعية. مات و لم يحصل الزلزال..هارون تازييف تنبأ بزلزال في الجزائر يخلف 20 ألف ضحية !! لتفسير عدم بلوغ العلم إمكانية التنبؤ بوقوع الزلازل، استعمل الدكتور حميد عزوز بعض الامثلة على ذلك لم تخل من طابع الطرفة، حيث قال "سبق لهارون تازييف أن تنبأ بزلزال يضرب الجزائر سنوات الثمانينيات ويأتي على دمار كبير ويخلف 20 ألف ضحية، هو مات والزلزال لم يحدث" !!وأضاف يقول إن زلزال الشلف "الأصنام سابقا" سنة 1980 الذي أتى على مدينة حديثة شيدت من جديد بعد زلزال 1954، خلف قرابة 3 آلاف ضحية وكان أكبر كارثة طبيعية عرفتها الجزائر الحديثة، تنبأ له آخرون بأن يخلف 20 ألف ضحية وتلك بالنسبة إليه "خرجات تشبه السبق الصحفي" الذي يبحث أصحابه عن "التميز عن طريق السلبية، فكلما كانت معلوماتهم سلبية وأثارت الرعب كلما تميزوا وأحدثوا الأثر عند الجمهور، ولو كلفهم ذلك الخروج على الإطار العلمي وفي بعض الأحيان يكون الغرض من ذلك سياسيا أو غيره".لكن حسبه تفيد تلك الدراسات في الاستعداد لمواجهة الأخطار، لأن درجة الخطورة تقاس بدرجة الاستعداد لها والتوعية وسط المواطنين، حيث أكد أن المخاطر علمت الإنسان التأقلم مع البيئة، فالبناء كان مقاوما للزلازل منذ عهد الفراعنة "الفراعنة استعملوا تقنية الأهرام لعزل الزلازل لتكون البناءات مؤسسة في القاعدة والقليل منها على الأعلى، وقد أثبتت هذه البناءات نجاعتها في مواجهة الزلزال"، ولم يكن الفراعنة وحدهم من تنبهوا، بل "الإنكا" كذلك في المكسيك وأمريكا اللاتينية المعروفة بأنها منطقة زلازل مستمرة، طوّروا البناء إلى غاية الوصول إلى الحجر بطبقتين.وبدل الخوف من الزلازل استمر الإنسان في تطوير التقنيات ضد الزلازل وقد عرفت الجزائر أول قانون لها ضد الزلازل عندما بنيت القصبة فاتخذت إجراءات في البناء تمنع وقوع البناء وهشاشته.وقد بدأ "سي تي سي" في تطوير قانون مضاد للزلازل سنة 1976 وبنى المركز بموجبه حي 60 مسكنا التابع للأمن الذي قاوم زلزال 1980 ليصبح القانون رسميا في 1981 ثم طوّر في 1999 وبعده في 2003، وهو يتغير تقريبا كل 10 سنوات لمواكبة التطور العلمي.وإذا كانت سيناريوهات الأخطار هي من ترعب المواطنين، فإن الدكتور عزوز يحاضر في البناء القديم والهش منذ 30 سنة بالجزائر والخارج ليصل إلى قناعة وحيدة هي أن مقاومة الكوارث يجب أن تتبع استراتيجية متواصلة على المدى البعيد، وليس بث الرعب عن طريق معلومات علمية خاطئة لا تصلح للاستهلاك العام. بوناطيرو يُحذّر من ينسب له كلاما لم يقله ويوضح:"في علم الزلازل هناك توقعات احتمالية لا تنبؤات قطعية" حذر البروفيسور "لوط بوناطيرو" كل من ينسب إليه أقوالا لم يصرح بها أو يربط بين تصريحاته وما تنشره تقارير أجنبية، مؤكدا أن علم الزلازل لم يصل إلى درجة التنبؤات التي تمثل أعلى درجات العلم، حيث يجزم فيها الباحث بحدوث هزات أو زلزال بالمنطقة، اذ أن ما توصل إليه علماء الزلازل على المستوى العالمي هو مجرد توقعات لا تتعدى نسبة وقوعها إلا 70 بالمائة وهذا يسمح لنا بتقديم تصورا مسبقا يسمح لنا بتحديد سياسة وقائية نواجه بها هذه الكوارث في حال حدوثها. وأوضح أن محاولة ربط توقعاته باحتمال حدوث نشاط زلزالي خلال الفترة القادمة بسيناريوهات أجنبية تفتقد للخبرة العلمية، يعتبر بالأمر غير المقبول إطلاقا، إذ أشار إلى أن كل كلامه وتصريحاته للصحافة موثقة ويمكن الرجوع إليها حتى يتبين الاحتمال والتوقع الذي هو مشروع وقائم حاليا وبين التنبؤ والقطع الجازم في مثل هذه القضايا، حيث أن التنبؤ والجزم بوقوع زلزال أو هزة غير ممكن حاليا إلا أن ذلك لا يعني أنه مستحيل مستقبلا. وأكد ذات المتحدث أنه توصل إلى تطوير نظرية خاصة بالتوقع لحدوث نشاط زلزالي وقد عرضها على مجموعة من الباحثين والدارسين في ملتقى دولي سنة 2004 ولقت استحسان وإعجاب الباحثين، حيث تخلص النظرية إلى أنه يمكن التوقع مسبقا بإمكانية حدوث نشاط زلزالي ضعيف أو قوي في فترات زمنية محددة، وذلك نتيجة لدراسة وتتبع إفرازات ونشاط الصفائح "التكتونية" تحت سطح الأرض إلا أنها تبقى توقعات ولا تعكس نشاطا كارثيا. الأولوية لمباني المؤسسات الاستراتيجية في التأمين ضد الزلازل طرحنا سؤالا مباشرا على ضيوف الندوة حول الفائدة من إعداد سيناريوهات الكوارث هذه، فكانت الإجابة بأن الجمهور من حقه أن يعلم بها من أجل التوعية والتدريب، لكن ليس بها الطرق التي لا يمكن إلا أن تبث الرعب والبلبلة وسط المواطنين.والأمثلة كثيرة عن التشويه الذي تعرفه أي قصة لو لم تنقل من مصدرها المباشر إلى المتلقي، خاصة وأن الهدف من هذه الدراسات هو إعداد المخططات الملائمة لمواجهة أي أخطار مرتقبة.فالهدف مثلا من الدراسة موضوع الحديث هو تأمين البناءات الهشة والقديمة الموجودة على طول المنطقة الساحلية للجزائر العاصمة، وبدورها السلطات ليس بإمكانها تأمين كل البنايات مرة واحدة، فلها إذن أن تختار مبان استراتيجية تكون ذات أولوية بالنسبة إليها، إما أن تكون مستشفيات أو مباني حكومية أو ثانويات أو مباني تقوم بتأمينها وفق المعايير الجديدة المضادة للزلازل ويأخذ ذلك وقتا معينا لكل بناية.فالجزائر عدد بلدياتها 1451 بلدية ولو أخذ كل رئيس بلدية على عاتقه تأمين بناية واحدة في السنة يقول السيد عزوز، وقام مواطن واحد هو الآخر بتأمين بنايته في السنة أي بناية من البلدية وأخرى من أحد الخواص، لتوصلنا إلى عدد كبير من البنايات على مدى 30 سنة، خاصة وأن مثل هذه السيناريوهات توضع لإيجاد استراتيجيات على المدى الطويل.ولفت المتحدث الانتباه إلى أن تأمين المباني الاستراتيجية من أخطار الزلازل يقلل من وطأة الكارثة إذا وقعت، حيث تسلم هذه المعالم من الانهيار والهدم وتبقى تؤدي وظائفها، مثل المستشفيات والمدارس والمباني الاستراتيجية ومراكز الهاتف والكهرباء ومقرات الحماية المدنية، ولا تحتاج هي أيضا من ينقذها..وإذا سارت استراتيجية الحماية في هذا النحو لا نحتاج دعم الحماية المدنية بالوسائل والعتاد عندما تكون الوقاية منتشرة بين المواطنين. مقترحات عملية لوط بوناطيرو .. دعوة لإنشاء قنوات علمية متخصصة دعا الدكتور والمختص في علم الفلك والزلازل لوط بوناطيرو السلطات المسؤولة إلى فتح قنوات علمية متخصصة تقوم بتوعية المواطنين بمثل هذه الكوارث الطبيعية، وتعمل هذه القنوات تحت إشراف أساتذة مختصين وعلماء على نشر ثقافة التوعية والإرشاد وغرس روح المسؤولية والتكيف مع الظواهر الطبيعية المختلفة، كما دعا لوط بوناطيرو إلى إنشاء طاولات اهتزازية للعب الأطفال في الشوارع الكبرى لتعويد الأطفال على تبني فكرة الزلازل. عبد القادر شرقي .. المصادقة على دراسات استراتيجية وقائية من الزلازل طالب الإطار بالحماية المدنية الملازم الأول عبد القاد شررقي على مواصلة العمل بالمخطط الذي تناوله المرسوم الرئاسي الخاص بالحماية المدنية والذي تم اقتراحه في نص المشروع 0 / 24 والمتضمن إنجاز مخطط عام للوقاية، هدفه الأساسي التحضير لمواجهة الكوارث بما في ذلك الزلازل والفيضانات. وأكد الملازم أن المخطط تعمل الحماية المدنية على دعمه بفرق مختصة في جانب التسيير قبل المصادقة على شطره الثاني من قبل بقية السلطات من أجل جعله فعالا في مجال الوقاية وتسيير الكوارث الطبيعية. الشيخ شمس الدين ... فتح المساجد والمدارس لنشر ثقافة الزلزال تمثلت اقتراحات الطرف الديني في ندوة الشروق على ضرورة العمل على إطلاق يد الأئمة من خلال التطرق لخطب دينية يمتزج فيها العلم بالدين، كون الإسلام يساوي العلم، والتطرق لنشر وتوعية المواطنين عن ثقافة الزلازل والتكيف معها على أساس أنها ليست شرا ولا مصيبة، انما هي مجرد ظواهر طبيعية عادية، مؤكدا انه لو ألقي درس حول الزلزال في كل مساجد الوطن التي تستقطب 16 مليونا داخل 20 ألف مسجد لما هلع الجزائريون من الزلزال، كما طالب شمس الدين العمل على فتح دروس في المدارس لتعليم الأطفال أن الزلزال ظاهرة علمية وليست خرافة أو إشاعة. حميد عزوز .. خلق نظام فعال مقاوم للزلازل من جهته اقترحت الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبنايات من خلال ممثلها ومديرها حميد عزوز على ضرورة تفعيل النظام المقاوم للزلازل، مؤكدا أنه لا يكفي دعم وتجنيد أعوان الحماية المدنية، بل لا بد من العمل على إعداد مخطط الوقاية على المدى البعيد، ويكون ذلك بإنجاز سكنات مضادة للزلازل ولمَ لا تكون على شاكلة ما هو موجود في البلدان الزلزالية مثل اليابان، حتى وإن كانت الجزائر بلدا غير ناشط زلزاليا بنفس القوة. زبير دراج .. إعداد خارطة للبناءات الهشة في الجزائر تمثل مطلب الدكتور زبير دراج ممثلا عن المهندسين المعماريين إعداد خارطة وطنية للبناءات الهشة في العاصمة وفي الجزائر، والتي يمكن أن تتضرر في حال لو قدر الله زلزالا، كما اقترح الأستاذ فتح ندوات مماثلة في الجامعات وتخصيص حيز للنقاش حول مثل هذه التقارير. كما طالب الأستاذ الجامعي بمراقبة صارمة للبناءات التي يتم إنجازها وتشديد الرقابة على مواد البناء المستعملة. علي فضيل .. الشروق تنقل الحقيقة دون تهويل أكد السيد المدير العام لجريدة "الشروق اليومي" السيد علي فوضيل أن هدف الإعلام بالدرجة الأولى هو التوعية ونقل الحقيقة بدون تهويل. واستجاب علي فضيل لمطلب الحضور بمشاركة الجريدة لتنشيط مثل هذه الندوات داخل الجامعات والمدارس، كما أكد على ضرورة الوقاية لأنها خير من العلاج. وقال إن الهدف من الندوة طمأنة الرأي العام. متفرقات مدير مركز علم الفلك ببوزريعة يغادر الندوة قبل أن تبدأ كان السيد عبد الكريم يلّس، المدير العام للمركز الوطني للبحث في علم الزلازل والجيوفيزياء ببوزريعة، من أول المدعوين لندوة "الشروق" حول الزلزال، حيث لبى الدعوة، لكنه انسحب قبل بدء النقاش العلمي بين الضيوف بسبب خلاف شخصي مع أحد المدعوين. لكن قبل انسحابه أبدى السيد يلّس استنكارا كبيرا للتهويل الذي عرفته دراسة علمية تحمل سيناريو للكوارث، من حق السلطات إعدادها من أجل تحضير مخططات الوقاية اللازمة، كما اعتبر أنه من غير المنطقي ولا المعقول بث الرعب في أوساط الجماهير. الجزائر لم تعرف طيلة تاريخها الزلزالي هزة بقوة 7.7 درجة أكد لوط بوناطيرو أن الجزائر لم تعرف طيلة تاريخها الزلزالي هزة أرضية بقوة 7.7 درجة على سلم ريشتر، وهي مستبعدة جدا، حسب الدارسين والمتتبعين للنشاط الزلزالي في الجزائر، وهي مجرد تخمينات تعدت حدود المنطق العلمي. "المجتمع الجزائري ليس محميا ثقافيا وعلميا" وأشار بوناطيرو خلال "ندوة الشروق" إلى أن الكارثة الأعظم من الزلزال هي سياسة تجهيل المجتمع التي تنتهجها بعض الأطراف، بتعمدها عدم برمجة مثل هذه الندوات والجلسات العلمية أو حتى وضع "طاولة ارتجاجية" على شكل لعبة بساحة الشهداء أو ساحة أول ماي لتربية الأطفال على ثقافة مواجهة الكوارث، خاصة وأن المجتمع الجزائري هو مجتمع ليس محميا لا ثقافيا ولا حضاريا ولا علميا، علاوة على أنه لا يعرف كيف يتعامل مع الكوارث والظواهر الطبيعية. التقارير العلمية الأجنبية تهدف لاستنزاف "الكنز المالي الجزائري" اعتبر بوناطيرو أن التقارير العلمية التي تبرز هذه الأيام وتقدم انتقادات أو تنبؤات حول الجزائر، هدفها الأول هو استنزاف الكنز المالي الجزائري، حيث قال إنه ليس من المستبعد أن السيناريو الياباني الأخير حول احتمال وقوع زلزال مهول في الجزائر يهدف إلى دفع الجزائر بدعوة بعض الشركات اليابانية أو الصينية للقيام بمشاريع ترميم أو ما شابه ذلك بالجزائر. أرقام من الندوة * 1970وهي السنة الأولى التي طلبت فيها الجزائر من هيئات عالمية إعداد سيناريوهات محتملة في حال لو تعرضت الجزائر لزلزال بقوة 7.7 .* 40 ثانية هي المدة التي يدوم فيها الزلزال مهما كانت درجة قوته. * 2003 هي السنة التي انطلقت فيها رسميا عملية بناء التقرير بمشاركة خبراء من الجزائر ومن اليابان لوضع سيناريو محتمل لزلزال كارثي.* 7.7 درجة، أكد لوط بوناطيرو أن الجزائر لا يمكن أن تواجه زلزالا بمثل هذه القوة كونها موجودة ضمن شريط زلزال معتدل.* 10 بالمائة وهي نسبة الجزائريين الذي يحملون مبادئ قواعد الهندسة المعمارية.* 35 كيلوغراما، الجزائريون يستهلكون كيسا من الأسمنت على أساس انه يحوي 50 كيلوغراما ولكنه في الحقيقة مخفض من وزنه 15 كيلوغراما كاملة.* 10 أخطار كبر : صنف مرسوم رئاسي خاص بقطاع الحماية المدنية 10 أخطار كبرى من بينها الزلازل تندرج في المهام الأولى التي تتحرك فيها الحماية المدينة لمواجهة الأخطار.* 20 ألفا: وهو الرقم الذي ذكره احد الخبراء الأجانب حول تنبؤ بزلزال كان من المفروض أن تتعرض له الجزائر مطلع جانفي من العام الماضي ويؤدي إلى وفاة 20 ألف جزائري، وأكد الأستاذ عزوز أن صاحب التنبؤ مات ولم يحدث الزلزال المتوقع.3.4 درجة، كشف بوناطيرو أن الجزائر ستتعرض إلى نشاط زلزالي مرتقب خلال شهر أفريل المقبل تكون درجته معتدلة بما يقدر ب 3.4. أصداء من الندوة.. "نوازل الزلازل".. مشروع الشيخ "شمس الدين"كشف الشيخ "شمس الدين بوروبي" عن مشروعه القادم والمتمثل في كتاب يُسلط فيه الضوء أكثر عن الزلازل والآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التي ذكرت هذه الظاهرة الطبيعية، في محاولة لدراسة الكوارث الطبيعية من خلال الشريعة الإسلامية والسيرة النبوية، حيث اختار له الشيخ اسم "نوازل الزلازل". من مبروكة إلى الكارثة..أشار المشاركون في ندوة "الشروق" أمس، إلى أن أجدادنا كانوا يصفون الهزات الأرضية ب"المبروكة"، إلا أن اليوم، أصبح مجرد الحديث عن هزة أرضية يهز النفوس وأصبحت تسمى بالكارثة العظمى، في حين أشار الشيخ شمس الدين ألى أن وصف أجدادنا للهزة الأرضية ب"المبروكة" يمكن أن يكون اقتبس من قول عائشة رضي الله عنها التي قالت "الزلزال رحمة وبركة". "يسقون الطعام بالشراب".. خرافات الزلازل في الجزائر استنكر المشاركون في ندوة "الشروق" ربط بعض الجزائريين لحدوث هزة أرضية ما بمنطقة معينة من الوطن بخرافات لا علاقة لها بالمنطق، حيث انطلقت إشاعات تقول بأن سكان مدينة "الأصنام" سابقا والشلف حاليا، كانوا يسقون الطعام بالخمر، ولهذا عاقبهم الله بالزلزال، في حين أرجع بعضهم حدوث هزة أرضية بتيبازة لوجود قبر النصرانية بالآثار الرومانية، إلا أن الأصل أن العقاب بالكوارث الطبيعية لا يصيب الأمة المسلمة وإنما هي كوارث تذكيرية. برتقال بوفاريك قتلته التقارير العلمية الأجنبية اعتبر المشاركون في ندوة الشروق أمس، أن التقارير العلمية التي تعدها المراكز الأجنبية حول الجزائر أصبحت تمثل سلاحا فتاكا يهدد الجزائر، خاصة وأن برتقال بوفاريك قتلته التقارير العلمية الأجنبية وكذا زراعة البطاطا التي استبدلت بزراعة الكروم، بسبب ذات التقارير الأجنبية، حتى أصبحنا نستورد البطاطا الكندية والأمثلة عديدة في هذا المجال، حسب تصريحات الحضور. عندنا أحسن نظام إنذار في العالم.. مآذن المساجد اعتبر السيد "عزوز" الرئيس المدير العام لمركز المراقبة التقنية بالشلف في ندوة الشروق أن الجزائر تشتمل على أحسن نظام إنذار في العالم، وهي المآذن التي يمكن من خلالها إنذار الناس بطريقة تلقائية وعفوية وجماهيرية في حال حدوث كوارث، خاصة وأن شبكة الاتصالات مهددة بالتلف في مثل هذه الحوادث. هل الزلزال أخطر من يوم القيامة..؟ تساءل الشيخ "شمس الدين" إذا كان الزلزال أخطر من يوم القيامة، ليدعو الناس إلى ممارسة نشاطاتهم اليومية بشكل عادي، فليس هناك أخطر وأقوى من زلزال يوم القيامة..؟ أين اختفت المساحات الخضراء ب"زموري"..؟ تساءل المشاركون في ندوة الشروق أمس، عن اختفاء المساحات الخضراء في مدينة زموري والتي كانت مقررة، حسب البرنامج الوقائي، الذي أعقب زلزال بومرداس 2003، حيث كان يهدف من وراء تخصيص هذه المساحات الخضراء بالمدينة كأماكن نجدة وتجمع للسكان في حال وقوع هزة أرضية مستقبلا، خاصة وأن مدينة زموري تعتبر من أهم المناطق الزلزالية في الجزائر.. إلا أن كثيرا من هذه المساحات استغلت لبناء مرافق بلدية أو محلات تجارية..؟ لا يوجد تخصص "مقاومة الزلزال" بالجامعة الجزائرية أكد أستاذ الهندسة المعمارية بالمدرسة العليا متعددة التقنيات "زبير دراج" أن الجامعة الجزائرية لا تشتمل على تخصص "مقاومة الزلازل"، رغم أهميته، خاصة وأن الجزائر منطقة زلزالية. أول ما ينهار في الزلزال.. بنايات ذات المحلات في "الطابق الأرضي" أشار أستاذ الهندسة المعمارية بالمدرسة العليا متعددة التقنيات "زبير دراج" أن أول ما ينهار، في حال وقوع هزة أرضية، البنايات التي تحتوي على محلات تجارية عديدة في طابقها الأرضي أو البنايات التي لا يتم بناؤها وفق مخطط مضبوط، خاصة وأن كثيرا من المواطنين يفضل توفير تكاليف المخطط الهندسي للبناية..؟ "طائرات B52 في سماء الجزائر".. اختبئوا.. قال الأستاذ "لوط بوناطيروا" إن خطر الإشاعات في الجزائر هو أكبر مما نتصور، حتى أنه لو أشيع على سبيل المثال اختراق طائرات حربية للأجواء الجزائرية لاختبأ الجميع في بيوتهم، كما استدل على انتشار الإشاعة في الجزائر وتصديقها، برد فعل الجزائريين في حادثة الكسوف الكلي للشمس سنة 1999، حيث اختبأ الجزائريون في بيوتهم خوفا من إشعاعات مضرة طيلة المدة الزمنية التي استغرقها الكسوف. زلزال قوم "ثمود" لم يتعد 7.5 درجة على سلم ريشتر أشار الشيخ "شمس الدين" إلى أن اجتهادات بعض الباحثين والمفكرين توصلت إلى أن الزلزال العقابي الذي خسف الله به قوم ثمود، لعصيانهم وتجبرهم، لم تتجاوز قوته 7.5 درجات على سلم ريشتر..ليتساءل كيف إذا سلط الله على أمة مسلمة زلزالا بقوة تتعدى قوة زلزال قوم ثمود مع العلم أن أمة الإسلام لا تعاقب بالكوارث الطبيعية وإنما تذكر بها.