قال الدكتور عامر إن مرض سرطان الرئة من الأمراض التي يصعب شفاؤها لأنه ليس من الأمراض التي تنبئ بوجودها، فيصعب على الطبيب تشخيص هذا المرض في بدايته ومعرفة مكانه، مؤكدا أن السبب الرئيسي لهذا المرض الخبيث هو التدخين، حيث تتراوح نسبة احتمال إصابة المدخن بسرطان الرئة ما بين 70 و80 بالمائة• وأضاف المتحدث أن الجزائر لا تملك مخططا وطنيا لمكافحة السرطان، داعيا السلطات على رأسها وزارة الصحة وكذا الأطباء والإعلام وعامة الناس، إلى العمل على فتح نقاش وطني حول إقامة مخطط لمكافحة السرطان، خاصة وأن الجزائر تسجل سنويا 30 ألف اصابة بمختلف أنواع السرطان• وأضاف المتحدث أن مشكل مكافحة السرطان أصبح متعلقا بالصحة العمومية هذا من جهة، ومن جهة أخرى مرض السرطان مرض خبيث ومزمن ويصعب علاجه ويكلف ميزانية، سواء للبحث عن حلول علاجية واكتشافات جديدة لمعرفة حقيقته والحد من انتشاره، أومن خلال العلاج المكلف للشخص الواحد للشفاء من المرض، وأشار إلى أنه لا يجب الخلط بين الإمكانيات اللازمة لسياسة الصحة العمومية من أدوية وتجهيز الأطباء وغير ذلك، وبين الأهداف التي يجب تحقيقها من أجل سياسة الصحة العمومية• كما أكد الدكتور عامر، أن الطبيب العام يلعب دورا فعال في التشخيص المبكر لسرطان الرئة، فعندما يقوم الطبيب بفحص شخص يبلغ من العمر ما بين 40 و 50 سنة ويدخن لمدة تقارب 20 سنة، فعلى الطبيب العام أن يصنف حالته ضمن مرضى سرطان الرئة ويعمل على البحث عن المرض ويحاول تشخيصه في مدة تتراوح ما بين 15 يوم إلى شهر، وبعدها يقوم بتوجيه المريض بصورة مباشرة إلى أخصائي ليقترب من التشخيص بعد أن يخضعه لتحاليل السكانير و''أنبوب سكانير''، وإن تعد حجم الورم 3 سم حسب الدكتور فإن العلاج يقتصر فقط على استئصال الورم، مشيرا إلى أن هذه العملية لا يمكنها شفاء المريض بصفة نهائية، لأن 80 بالمائة من الأشخاص الذين يخضعون للعملية الجراحية مهددون بالموت وبأوجاع كبيرة لا يستطيع الشخص تحملها• ويضيف عامر سلطان أن الأطباء العامين لهم دور كبير في مكافحة التدخين ''فعندما يقدم الطبيب نصيحة لمرضاه بتوقيفه التدخين، يستطيع أن يقلص نسبة احتمال الإصابة بالمرض إلى 10 بالمائة وذلك عن طريق النصيحة، ويؤكد الدكتور أن أكبر نسبة من المصابين بسرطان الرئة هم ضحايا التدخين السلبي، أي الأشخاص غير المدخنين ولكن يجالسونهم أثناء تدخينهم• وأشار المتحدث إلى أن سن الإصابة بمرض السرطان الرئة هو50 سنة، غير أن سن الإصابة به ستنخفض، خاصة وأن آخر التحقيقات تفيد أن الشباب أصبحوا يلجؤون إلى التدخين في سن مبكرة جدا، فالأطفال الأقل من 10 سنوات يدخنون، وعليه سوف ينقص سن الإصابة إلى 40 أو أقل• كما أكد المتحدث أن عدد المتوفين بسرطان الرئة يزداد يوما بعد يوم وبصورة مخيفة، ففي الدول المتقدمة ورغم الإجراءات التي تقوم بها لخفض عدد المصابين بسرطان الرئة تصل نسبة الوفيات بسبب هذا الداء إلى 80 بالمائة، وعليه يتساءل الدكتور عامر عن النسبة الحقيقية للوفيات بهذا المرض في بلاد تفتقر إلى أدنى الإمكانيات ومن وسائل التوعية• ويشير الجراح عامر أنه إلى جانب التدخين الذي يؤدي للإصابة بسرطان الرئة، هناك مادة ''لاميونت'' التي تعتبر من المواد الخطيرة، والتي تستعمل في البناء خاصة في المؤسسات التربوية كالمدرسة وفي البناءات الجاهزة، بالإضافة إلى مرض القفص الصدري الذي يتحول إلى سرطان الرئة• وعليه دعا الدكتور الأشخاص المدخنين وغير المدخنين إلى المتابعة الطبية الدورية للوقاية من خطر الإصابة بهذا المرض المميت•