ازداد عدد المختلين عقليا الذين يجوبون شوارع العاصمة بشكل ملفت للانتباه، حيث يصادفك أينما كنت ''مجنون'' أو أكثر يثير الرعب والهلع في نفسك، ولا تستطيع فعل شيء• تزداد مخاوف المواطنين كلما صدرت سلوكيات من بعض من فقدوا السيطرة على تصرفاتهم، نظرا لما تشكله هذه الفئة من خطر على حياة العامة، خاصة وأن بعضهم عمد إلى حمل السكين وشهره في وجه المارة، والبعض الآخر قام بتصرفات مخلة بالآداب العامة، وما في يد المواطن من حل إلا أن يغض بصره أوأن يغير الاتجاه• المشكل أين يهرب الناس والمجانين في كل مكان، تجدهم في محطة انتظار الحافلات، في الأسواق المحلية، أمام المحلات، حتى أن بعضهم وجد في ساحة الجامعة، وكلهم يهددون سلامة المواطنين نظرا لما يقوم به هؤلاء من اعتداءات وضرب ضد الناس خاصة النساء وكبار السن فهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ، كما أن المختلين عقليا يهددون سلامة الأطفال خاصة عند تجمعهم أمام باب المدرسة وقت دخولهم• صادفت ''الفجر'' أحد المختلين عقليا في شارع حسيبة بن بوعلي، وهو يهرول في الطريق حاملا عمودا خشبيا ويصرخ بأعلى صوته ما جعل المارة يهربون ويغيرون الطريق• النساء أكثر ضحايا المختلين عقليا من الملاحظ أن اغلب ضحايا هم من النساء والفتيات اللائي لا يملكن لا القوة ولا الشجاعة للدفاع عن أنفسهن• شاهدت ''الفجر'' في محطة الحافلات امرأة مختلة عقليا وهي تحوم حول المواطنين وتتكلم وحدها، ثم اتجهت نحو سيدة ووضعت يدها على رأسها وبدأت تحدثها بكلام غير مفهوم، ولم تحرك تلك السيدة ساكنا وبدت عليها علامات الرعب واصفر وجهها خوفا•• وكانت محظوظة لأنها تركتها وذهبت• تروي لنا الآنسة ''حنان '' تفاصيل ما حدث لها منذ مدة وجيزة قائلة ''في إحدى المرات كنت ذاهبة إلى العمل على الساعة الثامنة ومر بجانبي أحدهم وضربني بكفه بقوة إلى أذني فأصابني دوار وصفير دام أسبوعا كاملا، وتقدم أبي بشكوى ضد الرجل لدى مصالح الدرك فقالوا إنه مجنون ولديه شهادة مرضية، ولم يتخذوا تجاهه أي إجراء ردعي على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها بالضرب على الناس''• ''هدى'' أيضا كانت ضحية لعنف المجانين، حيث روت لنا ما حدث لها داخل الحرم الجامعي بقولها ''كنت أمشي رفقة صديقاتي فإذا بشاب يأتي مسرعا ويضربني بالسكين على مستوى البطن، نقلت إلى المستشفى أين تلقيت الإسعافات الأولية وتمت خياطة الجرح الذي لم يكن خطيرا لحسن حظي، وبعد التحري عن الشاب اتضح أنه مختل عقليا وأنه خرج لتوه من مصحة الأمراض العقلية، لكني لم أنس الحادثة إلى اليوم''• وفي ذات الصدد، تقول إحدى السيدات أنه لا بد من وجود مرافق للمختلين، وليس الذنب ذنبهم لكن المسؤولية تقع على عاتق أسرهم، لأنهم من تخلى عنهم وتركهم في الشارع يواجهون الجوع والبرد والمطر، كما أنهم يمكن أن يقتلوا أنفسهم أوأن ينتحروا في لحظة غضب، بالإضافة إلى خطر السيارات الذي يداهمهم خاصة في الطريق السريع• الأسرة لا يمكن أن تتكفل بهم وفي السياق نفسه، يكشف أحد الأطباء العامين ل''الفجر'' أن الأسرة لا يمكن أن تتكفل بهذه الشريحة نظرا للمصاريف التي يتطلبها هؤلاء لشراء الدواء خاصة، وللعدوانية والتصرفات اللامسؤولة التي يواجهونها منهم، مشيرا إلى أن أحد المجانين قام بطعن أمه بالسكين وآخر قام بربط والدته إلى كرسي وحاول شنقها وقد نجت بفضل تدخل أحد الأقارب، وهذا بسبب بعض النوبات التي تصيبهم فيتخيلون الناس وحوشا يريدون أذيتهم، وهم لا يثقون بأحد إلا بأصحاب المئزر الأبيض لأنهم يظنون أن هؤلاء الوحيدون القادرون على فهمهم•