تشهد عاصمة الورود، البليدة، بمختلف دوائرها العشر وبلدياتها ال25 انتشارا رهيبا لظاهرة التسول و كذا المختلين عقليا، يتجولون عبر مختلف الشوارع والأحياء• حيث أصبحت هذه الظاهرة تشكل إزعاجا للسكان، وفي كثير من الأحيان خطرا على أمنهم، وهذا في ظل نقص التكفل اللازم من مختلف الهيئات والمصالح المختصة، حيث بات المتسولون يتفنون في طلب الصدقة وذلك باستعمال كل الطرق والوسائل، وذلك بجلب الرضع والأطفال الذين لا يتعدى أعمارهم ال3 سنوات• وفي السياق ذاته تعد المناطق الأكثر حركة قبلة هؤلاء المتسولين، الذين يتواجدون على مستوى مداخل المساجد ومختلف المرافق العامة من مراكز البريد والمطاعم وكذا المحطات البرية، يترصدون بالمتسوقين للحصول على مطلبهم، اين يستخدم هؤلاء كل العبارات التي تثير استعطاف الآخرين وجعل المارّ يتجاوب مع تصرفاتهم تلك• وتعد الطرق السريعة فضاء آخر لهؤلاء المتسولين للسؤال عن الصدقة من سائقي السيارات، والذين كثيرا ما يمتنعون عن منحهم، كما صرح البعض منهم ل''الفجر'' أن المتسولين يسألون النقود بحجة شراء الخبز والحليب، إلا أنهم يرفضون قبول الخبز والحليب مفضلين النقود، وهذا ما يدل على أنهم لا يسعون لتغطية حاجاتهم الضرورية، وإنما يتخذون التسول كمهنة مريحة لكسب الرزق والحصول على الثروة• كما أضاف هؤلاء أن الفقير الحقيقي لا يلجأ إلى هذه الوسيلة للحصول على قوت عيشه، حيث أن كرامته لا تسمح له بذلك• ومن جهة أخرى، فإن فئة المختلين عقليا أصبحت هي الأخرى مصدر إزعاج ومخاوف الكثير من البليديين، لاسيما عند ما يقومون بسلوكات عدائية كحملهم لعصي وحجارة وإقبالهم على ضرب المارة ورشقهم بالحجارة في بعض الأحيان، مما يجعلهم يفرون بمجرد رؤيتهم لهؤلاء المجانين• للإشارة فإن المتسولين والمختلين عقليا يمثلون مختلف فئات العمر، متواجدين بمختلف مناطق الولاية وبشكل ملفت للانتباه، حيث أنه لم يتم بعد إيجاد حلول ناجعة من خلال التكفل النفسي والمادي، كون هذه الظواهر تتنامى بصورة مستمرة وقد تأخذ أبعادا خطيرة••