قرر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، في حملة ما بعد الرئاسيات، إيداع عدد من الشكاوى لدى العدالة ضد أسمى المسؤولين في الدولة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ''بتهمة'' خرق قانون الانتخابات لمرات عديدة، والوزير الأول أحمد أويحي بتهمة القذف، بعد أن وصف الذين كانوا ضد الرئيس ب''الخونة''، كما قرر إيداع شكوى ضد منشط إذاعة الشلف ورئيس بلدية الجزائر الوسطى الذي اتهمه الأرسيدي بتحريض مجموعة من الشباب على محاولة اقتحام المقر• بهذا اختار حزب سعيد سعدي إطلاق حملة الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية التي اعتبرها ''غير واقعية''، حيث أوضح أمس رئيس التجمع من أجل الثقاقة والديمقراطية في ندوة صحفية نشطها بالعاصمة أن ''قرار تقديم شكاوى ضد رئيس الجمهورية والوزير الأول يعد شكلا من أشكال ممارسة المعارضة، كونه لا يثق في جهاز العدالة وأنه متأكد أنه لن تكون متابعات ولا رد''، غير أنه يضمن على الأقل إيصال رسالته الى ''النظام'' على حد تعبيره• وعمد أمس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إلى تقديم ''دليل إدانة'' رئيس بلدية الجزائر الوسطى بتدبير محاولة الهجوم على المقر من خلال شريط فيديو مصور بواسطة كاميرات المراقبة، كمثال بسيط حسبه على التجاوزات المسجلة منذ بداية الحملة الانتخابية الى غاية الاعلان عن النتائج • وفي السياق ذاته قدم سعيد سعدي بعض الأرقام المتعلقة بنسبة المشاركة ''الحقيقية'' في الانتخابات الرئاسية، والتي رصدت من خلال بعض الموظفين في مكاتب الاقتراع - الذين قال عنهم إنهم رفضوا الانصياع لتعليمات الإدارة، أو تحديدا إلى تعليمة ''تضخيم النتائج'' - أو من طرف مناضلي الحزب ومن خلال آلية المراقبة التي غطت حسب المتحدث 58 مركز اقتراع، أي ما يصل إلى 232 مكتب في الوسط الحضري وشبه الحضري والريفي، وقد تم اختيار عدد من الولايات في الشمال والغرب والجنوب والهضاب العليا• وحسب تقديرات الأرسيدي فإن نسبة المشاركة في الانتخابات على المستوى الوطني لم تتعد ال 25 بالمائة، وأضاف أن نسبة مشاركة الجالية الجزائرية في الخارج بلغت ال 48,6 بالمائة وهو ما أكدته مصادر دبلوماسية حسب سعيد سعدي، أما فيما يتعلق بالولايات فحدد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية نسبة المشاركة في ولاية تلمسان 13,21 بالمائة، ومغنية ب 2,37 بالمائة، أما في بعض بلديات العاصمة فلم تتجاوز النسبة ال17,14 بالمائة• وفي سياق حديثه عن التجاوزات المسجلة خلال الانتخابات فقد اتهم سعيد سعدي والي البليدة بطرد الموظفين من مكاتب الاقتراع، والقيام بتضخيم النتائج في مساء يوم الاقتراع ورفعها إلى 82 بالمائة، أما عن الناخبين في منطقة القبائل فقال سعدي إن أغلبهم مجندون وعناصر من قوات مكافحة الإرهاب ذهبوا إلى الاقتراع في غير مقر إقامتهم، فيما اضطر حسبه بعض السكان للانتخاب تخوفا من عقوبات ''ادارية''، كما تحدث سعدي عن منع بعض منتخبيه من دخول بعض مراكز الاقتراع من طرف عناصر الشرطة ورؤساء الدوائر• كما أطلق رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ''نداء من أجل الاتحاد'' إلى كل الأحزاب والمنظمات الراغبة في الاندماج في حملة من أجل مرحلة انتقالية ''تنقذ الجزائر من الغرق''• وبالمقابل كشف عن نقاش يجري على مستوى الهياكل الداخلية للحزب من أجل اتخاذ قرار حول حفاظ الأرسيدي على مشاركته في البرلمان والبلديات من أجل تدعيم خطاب المعارضة أو الانسحاب بشكل كلي كتعبير عن المعارضة الكاملة لكل ما تفعله السلطة•