كثُر الحديث مؤخراً عن التشابه الواضح بين سلوك البشر والقردة، وأجريت العديد من الدراسات حول أدمغة الإنسان والقرد، لاكتشاف الفروق الفردية بين الاثنين، ووجدت تشابهاً كبيراً بينهما، بل أن هناك بعض الدراسات أثبتت تفوق قردة الشمبانزي على البشر في اختبارات الذاكرة• وفي بحث جديد يكشف الكثير والكثير عن القدرات العجيبة لهذا المخلوق، أظهرت دراسة حديثة أن إناث القردة تتزاوج مع الذكور الذين يحرصون على إشراكهن في طعامهم الذي يدبرونه يومياً• وأشار الباحثون إلى أن إناث القردة ترفض التزاوج مع القردة التي لا تفرط في الغنيمة التي تحصل عليها من اللحوم حتى على المدى البعيد• وأكدت الدراسة أن ذكور القردة التي تشرك الإناث في طعامها تحقق نجاحاً ملحوظاً في التزاوج والإنجاب، حيث تعتمد عليهم الإناث اللاتي لا يستطعن الخروج للصيد، لتوفير طعامهن اليومي دون تحمل مشقة الصيد• وجاءت نتائج الدراسة التي قام الباحثون خلالها بمراقبة قطيع من القردة على مدى 3000 ساعة رصدوا خلالها حدوث 90 عملية تزاوج ناجحة مقابل تقاسم الطعام• يذكر أن هناك أكثر من مؤشر على أن تفكير القردة يقوم على إدراك الماضي والمستقبل وأن هذا الإدراك هو الذي يحدد سلوكها في الحاضر• وقد أكد علماء أمريكيون أن بإمكان القردة معرفة ما إذا كان المرء بخيلاً أو كريماً من خلال مراقبة تصرفاته أو تعامله مع الآخرين كما يفعل البشر تماماً• وطلب باحثون من جامعة ''جورج واشنطن'' من متطوعين الوقوف أمام قردة شمبانزي والتظاهر بالكرم المُفرط مثل تقديم الطعام إلي الغير بسخاء أو الاندفاع لمساعدتهم علي القيام بأعمالهم، ثم طلبوا من متطوعين آخرين التصرف بأنانية وبشيء من الفظاظة مع نظرائهم من أجل معرفة رد فعلها في الحالتين•