اكتسحت ظاهرة الطب التقليدي الأسواق الشعبية التي تقام دوريا عبر تراب بلديات عنابة بشكل فوضوي يستدعي التدخل قبل أن تتفاقم نتائجها في غياب الرقابة على هذه الفئة، والذين استغلوا مرض المواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود والبطالين•• فرجاؤهم في ذلك الشفاء من أسقامهم وأوجاعهم بالطريقة التي لا تكلفهم أموالا كثيرة، ولم يجدوا أمامهم طريقة ''اقتصادية'' سوى التداوي بالأعشاب ذات الألوان والأشكال المختلفة• ويستحوذ العشابون على المساحات العمومية بمدينة عنابة ويفترشون بعض الوثائق التي تآكلت بفعل القدم، وينشرون فرقها ''حرازات'' نادرة تستعمل في علاج الأمراض الخطيرة والمستعصية التي عجز الطب الحديث على علاجها•• والغريب في الأمر أنهم يقنعون الناس بعدم استعمال الأدوية الطبية لأنها تتوفر على مواد كيماوية خطيرة ومفعولها ظرفي• ومن هؤلاء العشابين من اختص في بيع أقراص ومراهم معبأة في علب لا تحمل أي علامة• تقربنا من بعض الأشخاص الذين أفصحوا لنا عن مضاعفات خطيرة بسبب ما تناولوه من عقاقير، مثل السيد (خ•محمد) 54 سنة كان يعاني من آلام في الظهر، فشخص له أحد السوقيين أنه مرض الكلى وناوله عشبا يستعمله لمدة 15يوما فكانت النتيجة إصابته بعجز كلوي تام• أما السيدة فتيحة 49 سنة نصحها أحد السوقيين بمضمضة فمها بمستحضر خاص مستخلص من الأعشاب فأحدث لها التهابات متقدمة على مستوى البلعوم• وخلال اتصالنا بمخبر التحاليل الطبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد أكد على ضرورة وضع حد لظاهرة التداوي بالأعشاب الضارة خاصة بالنسبة لفئة مرضى السكري، والذين يتناولون بعض مستخلصات النباتات مثل عشبة ''الكلخة'' خلال فترات ندرة الدواء• وحسب تحاليل المخبر فإن هذه العشبة تقلل من نسبة السك في الدم لكن بشكل سريع وغير منتظم مما يدخل المريض في غيبوبة• والجدير بالذكر أن مديرية الصحة نظمت أياما تحسيسية ويوم دراسي لشرح مضاعفات بعض الأعشاب التي يتناولها المرضى خاصة مرضى السكري•