لعل الإشكالية التي لا تزال تطرح إذا ما فتح الحديث عن إثراء ذاكرة الثورة المحفوظة بمتحف المجاهد بولاية قسنطينة، تتجسد في عزوف بعض أبناء الأسرة الثورية الذين عايشوا الحدث وشكلوا أجزاء وتفاصيل منه عن إلحاق بعض ما احتفظوا به مزن هذه الذاكرة، سواء ما تعلق بقطع من الأسلحة أوالصور أوغيرها من الأغراض والمستلزمات التي رافقتهم أيام النضال لأسباب عاطفية لا أكثر ولا أقل، تبقيهم على تواصل روحي دائم بماضي الجزائر في فترات الكفاح و المجازفات• وهو ما ذهب إليه مدير متحف المجاهد السيد ''محمدبوخشة'' الذي ذكر أن الحصول على قطعة جديدة لإثراء المتحف لا يتم إلا بعد محاولات وجهود حثيثة من طرف المسؤولين للتمكن من إقناع المجاهد أو عائلته التنازل عن أغراض وقطع لإلحاقها بالمتحف، وإن كان التأكد من صحة التاريخ المنسوب للقطع يعتمد فقط على ذاكرة المجاهدين المعروفين الذين يؤكدون إذا ما كانت مثل تلك الأشياء الملحقة قد تم تداولها فعلا خلال الفترة التي نسبت إليها•• الوقوف بمتحف المجاهد بين الأغراض المحفوظة وصور صناع الحدث إبان الثورة التحريرية، سواء كانوا رجالا أو نساء يرحل بروح الزائر الى سنوات التضحيات، ففي كل قطعة سواء كانت سلاحا أو لباسا أو حقيبة محطة تاريخية وموقف بطولي، غير أن وقوع المتحف بمنطقة شبه معزولة بشعاب الرصاص مقابل ملعب الشهيد حملاوي ومع تواجده بمحاذاة بيو ت قصديرية، إضافة إلى احتمال تعرض الزوار إلى اعتداءات جعله شبه خال خاصة أن الأمر مس عمالا بالمتحف• الأمر الذي حرم الجيل الجديد من الاطلاع على مخزون عاصمة الشرق من ذكريات الثورة، فهو على عكس متحف سيرتا لا يسجل إلا نسبة ضئيلة، أين لم يتجاوز الرقم 70 زائرا عاديا مند بداية السنة و400 آخرين في إطار الزيارات المبرمجة سواء مع المدارس أو المعاهد، وهي نسبة صغيرة جدا بالنظر إلى أهمية محتويات المتحف وإرثه التاريخي من وثائق ومستندات وشهادات حية لمجاهدين شاركوا في الثورة التحريرية، خاصة أن عاصمة الشرق كانت منطقة ساخنة في تلك الفترة فهي المنطقة العسكرية الخامسة وتحمل زخما تاريخيا كبيرا طبعته بصمات المجاهدين الأبطال الذين عاشو ا وكافحوا واستشهدو ا بها أو من مروا بها •