الجزائريون ينتظرون من الرئيس بوتفليقة بدء عهدته الثالثة بالتغيير •• لكن كل ظروف التغيير غير مواتية، غير متوفرة الآن• فالرئيس لا يستطيع موضوعيا أن يقدم الآن أي تغيير، لأن الواجهة السياسية الموجودة لا تسمح بأي تغيير، وأي تغيير يحدثه الرئيس على ما هو كائن لن يكون أحسن من الموجود• اللهم إلا إذا كان التغيير المراد هو الهدف في حد ذاته، حتى ولو كان نحو الأسوأ ! صحيح أنه لا يوجد أسوأ مما هو كائن على الساحة السياسية حاليا •• لكن التغيير المأمول شعبيا هو أن يكون التغيير نحو الأحسن وليس نحو الأسوأ! بقاء الأسوأ في واجهة السلطة حاصل لعدم وجود البديل الأحسن في المنظور القريب! وكل ما قد يطمح إليه الرئيس هو أن يبدأ بإجراءات ترتب الظروف لحصول التغيير في منظور السنوات القادمة وليس الآن! الرئيس الآن يواجه ارتدادات الفوز بهذه النسبة الطاغية ويواجه ضغوط الذين ركضوا معه وبه من أجل الحصول على هذه النسبة، سواء على مستوى الأحزاب أو الإدارة أو المجتمع المدني، أو حتى على مستوى جماعات الضغط ودواليب الحكم ••! ولذلك ليس أمامه الآن غير تكريس الفكرة القائلة إن المدرب لا يغير الفريق المنتصر لتأكيده النصر أولا بعد هذه الموجة من التشكيك التي عمت حتى المقتنعين بشعبية الرئيس! لذلك، فإن ما قد يقدم عليه الرئيس لن يكون إلا إجراءات شكلية في إعادة إنتاج ما هو قائم الآن •• اللهم إلا إذا رغب الرئيس في القفز في المجهول؟!