يشرفني أن أتوجه إلى فخامتكم بهذه الشكوى ملتمسا منكم أن تنصفوني في حقوقي التي هضمت منذ ما يقارب ال 12 سنة• أنا ابن مجاهد سلكت طريق أبي، بحيث دفعني حب الوطن إلى اختيار مشوار مهني عسكري• بعد 3 سنوات من الدراسة تحصلت على شهادة الدراسات العسكرية فتم تحويلي إلى صحراء رفان، وبالضبط إلى منطقة الحمودية أين أجرت فرنسا تجاربها النووية الثلاثة، وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق عرضة وتركيزا للإشعاعات النووية ببلادنا بل في العالم، وأثناء تأدية مهامي النبيلة فاجأني انهيار عصبي تحولت على جناح السرعة إلى مستشفى مايو العسكري ( سابقا)• بعد أشهر من العلاج تم تسريحي من الجيش دون موافقتي وضد رغبتي، وأنا طريح الفراش في حالة يرثى لها، لا أعي ما يحدث لي، وكان ذلك منذ 22 سنة، مضت خارج إطار الجيش زادت حالتي الصحية سوء بسبب وضعيتي الإجتماعية الكارثية، إذ بلغت ال 05 سنة، وأنا الآن بلا زواج، بدون عمل ولا دخل•أنتقل اليوم من شارع إلى شارع، لا عائلة لي ولا معيل، والناس تصفني بالدرويش تهكما• سيدي فخامة الرئيس، لقد تراكمت عليّ الأمراض، فبالإضافة إلى المرض العقلي المزمن11/336 مِّّىُّْفىوكٌَِّّ َُىُّكمننف ، كسر على مستوى الركبة، ومرض العيون• فأنا على أبواب التسول، بل على أبواب الإنتحار والعياذ بالله، مع العلم أني أصبت بهذه الأمراض بمنطقة ( الحمودية) بصحراء رفان وأنا أخدم بلدي الحبيب• لست الوحيد من العائلة من ضحى بأعز ما يملك لهذا الوطن بل لقي المرحوم والدي نفس المصير، التحق أبي بالثورة نهاية الخمسينات، إلا أن نهايته كانت كئيبة حيث ظل المرحوم والدي يعاني المرض، العزلة والتهميش منذ الإستقلال إلى أن أدركته المنية قابعا في بيته المتواضع مهمشا، منسيا والمرض يمزق نحبه• أملي فيكم كبير سيدي فخامة الرئيس، فمطالبي لا تتعدى العلاج ولقمة عيش شريفة تليق بمقام ضابط عامل سابق في صفوف الجيش أدركه المرض داخل مؤسسة عسكرية تشكل العمود الفقري للدولة الجزائرية• وفي الأخير، تقبلوا سيدي فخامة الرئيس فائق تحيات التقدير والإحترام• السيد: محمد عكنون بواسطة السيد بلقاسم محمد