يشرفني أن أتوجه إلى سيادتكم سيدي الوزير بهذه الشكوى ملتمسا منكم أن تنصفوني في حقوقي التي هشمت منذ ما يقارب ال21 سنة• أنا ابن مجاهد سلكت طريق أبي بحيث دفعني حب الوطني إلى اختيار مشوار مهني عسكري، بعد 3 سنوات من الدراسة تحصلت على شهادة الدراسات العسكرية فتم تحويلي إلى صحراء رفان، وبالضبط إلى منطقة الحمودية حيث أجرت فرنسا تجاربها النووية الثلاث، وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق عرضة وتركيزا للإشعاعات النووية ببلادنا بل قل في العالم• وأثناء تأدية مهامي النبيلة فاجأني انهيار عصبي وحولت على جناح السرعة إلى مستشفى مايو العسكري (سابقا)• وبعد أشهر من العلاج تم تسريحي من الجيش دون موافقتي وضد رغبتي، وأنا طريح الفراش في حالة يرثى لها، لا أعي ما يحدث لي، وكان ذلك منذ 22 سنة مضت خارج إطارالجيش• وزادت حالتي الصحية سوء بسبب وضعيتي الصحية الكارثية بحيث أصبحت أعاني مضاعفات بإصابات على مستوى الجهاز التنفسي، والقلب، واضطرابات في الدم والجهاز العصبي، كما أصبحت وضعيتي الاجتماعية كارثية، إذ بلغت ال50 سنة وأنا الآن بلا زواج، بدون عمل ولا دخل، أنتقل اليوم من شارع إلى شارع، لا عائلة لي ولا معيل والناس تصفني بالدرويش تهكما• سيدي الوزير، لقد تراكمت علينا الأمراض، فبالإضافة إلى المرض العقلي المزمن ,11 / 633 CHIATRIRIQUEPSY AFFECTON كسر على مستوى الركبة، ومرض العيون، فأنا على أبواب التسول، بل على أبواب الانتحار والعياذ بالله، مع العلم أنني أصبت بهذه الأمراض بمنطقة (الحمودية) صحراء رفان وأنا أخدم بلدي الحبيب• لست الوحيد من العائلة من ضحى بأعز ما يملك لهذا الوطن، بل لقي المرحوم والدي نفس المصير، حيث التحق بالثورة نهاية الخمسينيات، إلا أن نهايته كانت كئيبة بحيث ظل المرحوم والدي يعاني المرض، العزلة والتهميش منذ الاستقلال إلى أن أدركته المنية قابعا في بيته المتواضع مهمشا، منسيا، والمرض يمزق نحبه• أملي فيكم كبير سيدي الوزير، فمطالبي لا تتعدى العلاج ولقمة عيش شريفة تليق بمقام ضابط عامل سابقا في صفوف الجيش، أدركه المرض داخل مؤسسة عسكرية تشكل العمود الفقري للدولة الجزائرية• وفي الأخير، تقبلوا سيدي الوزير فائق تحيات التقدير والاحترام• محمد عكنون بواسطة السيد بلقاسم محمد بلدية بغلية ولاية بومرداس