كشف رئيس المجلس الطبي لأخلاقيات المهنة بمستشفى الأمراض العقلية، الدكتور بجاوي ثمرة، أن 08 بالمائة من محاولات الإنتحار تتكرر أكثر من مرة، إلى غاية بلوغ الشخص المقدم على الإنتحار هدفه بعد بلوغه درجات يأس كبيرة، وانسداد كل أبواب الأمل أمامه، وتراكم المشاكل الإجتماعية• أشار الدكتور بجاوي أن البطالين هم أكثر المقدمين على الإنتحار، خاصة الذين تترواح أعمارهم من 17 إلى40 سنة، حيث يلجأون إلى تناول ماء جافيل والأدوية المنتهية الصلاحية بالنسبة للنساء، والشنق وطعن بالخنجر، وكذا تناول مواد كيماوية خاصة الأدوية الخاصة بالفئران، والتي تكون عادة سامة، وماء الحمض، إلى جانب رمي المنتحرين أنفسهم من الطوابق العليا ومن أعالي الجسور•• وذلك ما شهده جسر دار البيضاء منذ أيام، حيث رمت طفلة لا يتعدى عمرها 12 سنة نفسها منه بعد مشاكل في الدراسة وأخرى مع والديها، فيما أصبح يخلف تناول مادة الكحول الإصابة بالعمى في صفوف العديد من الأشخاص المقبلين على الإنتحار• من جهتها مصالح الحماية المدنية أحصت بالولاية 26 تدخلا أسفر عن وفاة 12 شخصا و14 محاولة، حيث تم تسجيل خلال شهر جانفي ثلاثة حالات وفاة شنقا وحالة أخرى شهر فيفري من بين تلك الحالات، رمت بنفسها بالطابق الثالث• وفي شهر مارس رمى شخص بنفسه من جسر زبانة، كما تم تسجيل الأسبوع الفارط محاول انتحار لامرأة تبلغ من العمر 27 سنة رمت بنفسها من الطابق الثاني، لكن لحسن الحظ أصيبت بكسور فقط• قال رئيس قسم الجراحة بمستشفى وهران أن محاولات الإنتحار اليوم أصبحت في تزايد مستمر، وتشكل خطرا كبيرا بعد الانتشار الواسع لثقافة الإنتحار، والتي تتحول غالبا إلى سلوك فردي لتتخلص من الضغوطات، خاصة بعد الإنفتاح على الهوائيات المقعرة والأنترنت والتي باتت تولد لدى فئة الشباب طموحا إضافي بعيدا عن الواقع المعاش، في ظل البطالة الخانقة التي يعاني منها أغلب الشباب والتي دفعت بهم إلى تناول الأقراص المهلوسة والمخدرات، وبالتالي الإقبال على الإنتحار بعد حالة اليأس التي تطبع سلوكاتهم• فيما أحصت من جهتها القيادة العامة للدرك الوطني 709 محاولة انتحار في 10 سنوات الأخيرة، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر بضرورة فتح خلايا إصغاء للشباب للإستماع إلى مشاكل هذه الشريحة التي لا تزال مهمشة رغم أنها تشكل العمود الفقري للبلاد، وهو مؤشر آخر يدفع بهؤلاء الشباب للإنتحار بعد الفراغ• وقد أكدت الدراسات التي باشرتها وحدات القيادة أن 63 بالمائة من المقبلين على الإنتحار بدون مهنة• في ذات السياق سجلت مصلحة الطب الشرعي وحفظ الجثث بالمستشفى الجامعي لوهران 42 حالة وفاة، سببها الإنتحار بأبشع الصور من رمي من أماكن عليا إلى تناول مواد خطيرة يتسبب في إصابة أعضاء الجسم بحروق من الدرجة الثانية أوالثالثة التي كانت وراء الوفاة• فيما يرشح عدد من الأطباء أن مؤشر محاولة الإنتحار تكثر في صفوف الفتيات مع نهاية الموسم الدراسي لكل سنة، خاصة بالنسبة لطالبات السنة الثالثة ثانوي والرابعة متوسط، ما يجعل مصلحة الجراحة تقوم مع كل موسم دراسي بفتح جناح خاص لاستقبال المرضى من المقبلين على الإنتحار التي كثيرا ما يفشلون في تحقيق هدفم بعد إحداث إصابات خطيرة، كثيرا ما تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة• في الوقت الذي يؤكد فيه الأخصائيون أن معظم حالات الإنتحار ناجمة عن انهيارات عصبية إلى جانب مشاكل اجتماعية وعاطفية وعائلية، فيما يبقى الانتحار عن طريق الشنق وتناول ماء الجافيل والماء الحمضي أكثر المواد التي تستعمل خلال الانتحار، ويبقى الأطفال القصر أيضا عرضة لمحاولات الإنتحار حيث يقدمون على قطع شرايين اليد أو رمي أنفسهم من أماكن عالية•• وهي الصور والمظاهر التي زادت حدتها خلال السنوات الأخيرة بعد تراكم المشاكل وتعفن الوضع الإجتماعي•