سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المجانين يكتسحون شوارع وهران و مستشفى الأمراض العقلية يسجل اختناق كبير بعدد المرضى بعد توقيف نشاط مصلحة الاستعجالات بجناح 35 للأمراض العقلية بالمستشفى الجامعي
وأصبح يقصد هذه المصلحة التي يتوفر عليها مستشفى "سيدي الشحمي "جميع مرضى ولايات الجهة الغربية بعدما كانت تستقبل يوميا أزيد من 30 حالة أصبحت اليوم تحول إلى مستشفى "سيدي الشحمي" للأمراض العقلية قصد إجراء فحوصات نظرا للحالة النفسية المتدهورة، حيث يحدث ذلك في غياب التكفل الطبي بهم من قبل أطباء العاملين في جناح 35 قصد تشخيص حالتهم المرضية خاصة بالنسبة للذين يعانون حالات هيجان حادة و يكونون أكثر عرضة للمحاولات انتحار حيث تستدعي حالتهم حسب المختصين في البداية فحص مدقق بمصلحة الاستعجالات نجاح 35 قبل تحويلهم إلى المستشفى المختص في الحالات النفسية المستعصية لذوي الأمراض العقلية المزمنة. حيث لا يمكن السير اليوم في شارع من شوارع الباهية إلا و يصادفك أكثر من مريض عقلي في حالة نفسية صعبة منهم من يتواجد في حالة يرثى له و منه من يقوم بالاعتداء على الآخرين و آخر يسير بدون ملابس و غيرها من المظاهر التي أصبح يندى لها الجبين بعدما تحولت شوارع وهران إلى مسرح و فضاءات للمجانين الذين تفاقم عددهم منذ فصل الصيف بعد توقف مصلحة الاستعجالات بجناح 35 عن أداء نشاطها مما زاد في هيجان المصابين من المرضى نتيجة غياب التكفل الطبي بهم حيث يتم تحويل البعض منهم إلى مستشفى الأمراض العقلية الذي أصبح يختنق بعدد المرضى و يستقبل يوميا أكثر من 10 حالات مرضية خطيرة يشرف عليهم عدد قليل من أطباء الذين يتكفلون أيضا بأكثر من 287 مريض مقيم بالمستشفى بعدما أصبح كل طبيب يشرف على أكثر من 60 مريضا عقليا حسب ما أفاد به العديد من الأطباء ل" الفجر". 400 طبيب لأكثر من 30 ألف مريض أعلن من جهته رئيس المجلس الطبي بمستشفى الأمراض العقلية الدكتور "بجاوي بن ثمرة" أن الوضع اليوم أصبح يدق ناقوس الخطر "لغياب اهتمام مسؤولي القطاع بالصحة العقلية التي تهتم بالإنسان بصورة خاصة و التي أصبحت في حالة سيئة و شبه منعدمة في غياب الأخصائيين من الأطباء الذين غادر معظمهم البلاد باتجاه فرنسا بعدما تم تكوين منذ الاستقلال أكثر من 4000 طبيب نفساني"،في الوقت الذي يتواجد به في الجزائر أقل من 400 طبيب نفساني لا يمكنهم التكفل بأكثر من 30 ألف مريض نفسي،الأمر الذي يعد مخالف للمقاييس الصحة العالمية فيما يخص التكفل الطبي للمرضى بعدما أصبح عددهم في تزايد مستمر خاصة عند فئة الشباب أمام الظروف الاجتماعية و كذا الاستهلاك الواسع للمخدرات و المهلوسات التي لها أثار و خيمة على الصحة العقلية للفرد حيث أن كل المؤشرات و الأرقام المخيفة التي أصبحت تسجل و تتضارب في إحصاء عدد المرضى المصابين بالأمراض العقلية تشير أنها في ارتفاع خطير بوهران و تثير الكثير من القلق في ظل صمت الجهات المعنية كما تبرز خطورة الوضع الذي أصبح يشكل خطر على المجتمع بعدما زاد عددهم كثيرا منذ العشرية السوداء الفارطة و التي أفرزتها اليوم الظروف الاجتماعية من بطالة و أزمات التي أصبحت تتراكم على سطح المجتمع تعقيدا. "نزلاء" تعدت إقامتهم ال 20 سنة زيارة خفيفة قمنا بها إلى مستشفى الأمراض العقلية لبلدية "سيدي الشحمي" و بالضبط بجناح رقم 4 و 6 جعلتنا نقف عند الكثير من الحقائق و العديد من الأمور في ظل الوضعية المزية التي يعيشها هؤلاء المرضى من المصابين بالأمراض العقلية و المصنفين في هذا الجناح ضمن فئة "محكوم عليهم بالإعدام" أو المصابين بمرض عقلي مزمن حيث لا يتم تصريحهم إلا باتجاه المقبرة كما صرح لنا بذلك مسؤول الجناح، جناح رقم 6 الذي يقيم به نحو 58 مريض منهم 37 رجل و 21 امرأة و يتواجد بينهم 3 مرضى من جنسية مغربية سبق للقنصل المغرب أن قام بزيارة تفقد لهم كما علمنا من مسؤول الجناح، و الذين تعدت فترة إقامتهم بالمصلحة أكثر من 20 سنة بعد إصابتهم بنوبات عصبية حادة لم يتم تكفل الطبي بهم في الوقت المحدد، ما جعل حالتهم النفسية تتأزم حيث لا يمكن السيطرة عليها إلا بتناول أدوية يتراوح سعرها مابين 13 ألف و 15 ألف دج و التي لا تتوفر في الصيدليات. دخلنا الجناح ووجدنا به المرضى في وضعية مزرية نتيجة ارتدائهم ملابس ممزقة و في حالة نفسية صعبة و كل ما يفضلونه تناول السجائر كما صرح بذلك مسؤول الجناح أكثر من الطعام. أكد في ذات السياق دكتور "بجاوي" أن المدن الداخلية تعاني أكثر من مشكل التكفل الطبي بالمرضى نتيجة "لغياب إستراتيجية جادة للصحة العقلية من قبل مسؤولي القطاع و عدد استثمارهم في الصحة العقلية التي أصبحت تأخذ أبعاد خطيرة في المجتمع، أمام الضغط المفروض على العيادات الخاصة أو العامة" من قبل المرضى الذين يتزايد عددهم يوميا حسب الدكتور "بجاوي" ، مما بات يتطلب فتح مصلحة استعجالات جديدة أخرى بمستشفى الجامعي بوهران بعد توقيف نشاط جناح 35 قبل تحويلهم إلى مستشفى الأمراض العقلية ب"سيدي الشحمي"، و الذي أصبح فضاءا يحط أكثر من معنويات النفسية للمريض الذي تزداد حالته الصحية تدهورا بمجرد دخوله إلى مستشفى مما زاد من تأزم حالتهم النفسية و تصاعد في عدد النوبات الأمر الذي تم الوقوف عليه أكثر من مرة من خلال توافد المرضى على مستشفى الأمراض العقلية الذي يفتقر إلى مصلحة الاستعجالات الخاصة بتشخيص الحالة النفسية للمريض قبل تحويله إلى مختلف أجنحة مستشفى الأمراض العقلية يضيف الدكتور "بجاوي".