أكد المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي حول الدولة الحمادية على ضرورة حماية الكنوز الأثرية التي تزخر بها بلدية المعاضيد، وطالبوا بمواصلة الحفريات، لأن كثيرا من الآثار لازالت تحت الأرض• المشاركون ناشدوا الجهات الوصية لإقامة سياج لحماية القلعة وقصورها، وكذا تنظيم فعاليات ثقافية وفنية وسياحية لإعادة الروح للمنطقة•• اليوم الدراسي الذي بادر إلى تنظيمه الاتحاد البلدي للشبيبة، برعاية والي ولاية المسيلة وإشراف رئيس المجلس الشعبي البلدي بالمعاضيد، نشطه أساتذة من قسم التاريخ بجامعة محمد بوضياف؛ حيث قدم الدكتور صالح لميش عميد كلية الحقوق وأستاذ التاريخ بجامعة المسيلة مداخلة حول تاريخ قلعة بني حماد وآثار فقهائها وعلمائها، مؤكدا أن الدولة الحمادية كانت تشكل رمز الإبداع والثقافة في عصرها، داعيا إلى ضرورة دراسة تاريخ القلعة دراسة وافية، فهو بحاجة إلى تمحيص وإثبات وتحقيق• وأشاد الدكتور صالح لميش بالحركة الشبانية والطلابية بالمنطقة والتي أرسى قواعدها إطارات معروفة بالمنطقة على غرار الأستاذ المحامي لخضر بوسعدية• يوغورطة وماسينيسا وتاكفاريناس••• مروا من هنا من جهته، خصص الأستاذ عبد الحميد عمران، أستاذ بقسم التاريخ بجامعة المسيلة، مداخلته حول تاريخ المنطقة؛ حيث أكد أن تاريخها أسبق من القلعة، مشيرا إلى أن جذورها تمتد إلى عشرات آلاف السنين؛ حسب الدراسات الأثرية، مؤكدا أنه لا يمكن تقزيم تاريخها في العهد الحمادي فقط؛ ففي القبور التي وجدت في جبال المعاضيد، تم العثور على 250 قبر من قبور الدولمان والتي تعود إلى أكثر من عشرين ألف سنة قبل الميلاد، مشيرا إلى أن المنطقة تعد نواة التعمير في الجزائر ومحور الهجرات• وقال الأستاذ عمران إن منطقة المعاضيد احتضنت القائد يوغرطة في حربه الضروس مع الرومان، والتي كانت جيوشه تنطلق منها، وكانت امتداد للمملكة النوميدية وقائدها ماسينسا، مؤكدا أنها احتضنت أهم الثورات بالنظر لتضاريسها وخصوصيتها الجغرافية، منها ثورة القائد تاكفاريناس• ومن جهته، قدم الأستاذ محمد قويسم المختص في التاريخ الوسيط، مداخلته حول الدولة الحمادية، مشيرا هو الآخر إلى تاريخ المعاضيد يعود إلى ما قبل العهد الحمادي، حيث عثر بالمنطقة على مواقع أثرية رومانية وبيزنطية• وقال الأستاذ قويسم إن القلعة تعد عاصمة أفريقيا الشمالية مثلها مثل قرطبة وبغداد والقاهرة، مشيرا إلى أن القلعة لها خصوصية•• فهي المدنية القلعة وهي الوحيدة في تاريخ الإسلامي العربي، أما باقي القلاع فهي جزء من المدينة• مؤكدا أن الدولة الحمادية حكمها تسعة ملوك، أربعة بالقلعة والباقي انتقلوا إلى بجاية• وعرج الأستاذ قويسم على الإشعاع الحضاري والثقافي والاقتصادي للقلعة، حيث كانت توجد بها كنسية بشارع باب عزون الذي نقل في العهد الاستعماري إلى العاصمة، مؤكدا أنها كانت تضاهي مدن دمشق وبغداد وقرطبة•• وأحصى الأستاذ قويسم 24 فقيها في مختلف العلوم الشرعية، منهم العلامة أبو الفضل النحوي صاحبة رائعة المنفرجة التي شرحها كثير من العلماء، وهي لليوم مرسومة في أحد مساجد تركيا وكان يلقب بغزالي المغرب• وفي الأدب أحصي 51 أدبيا في مختلف حقول الأدب الشعر النثر والنقد، وأربعة علماء في الرياضيات، في حين كان ابن البدوخ، أشهر أطباء عصره والذي ألف خمس كتب في الطب وصناعة الأدوية خاصة، من سم العقارب؛ حيث يعود إليه الفضل والسبق في اكتشاف حشيشة الفلون والتي يصنع منها نقيع شرب يحمي صاحبه من الموت بسم العقارب لمدة عام• ومن جهته ركز الأستاذ إسماعيل تحي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة المسيلة على اختلاف المؤرخين في التاريخ لتأسيس الدولة الحمادية بين الإدريسي و ياقوت الحموي، وطرح الأستاذ تاحي اسماعيل - ابن المنطقة - إشكاليات تتعلق ببناء القلعة على آثار رومانية، واعتبرها من الحواضر الأولى على غرار بغداد ودمشق وحول خلفيات سقوط القلعة، مشيرا إلى أن وجود كنسية بالقلعة يؤكد التسامح الديني ودلالة على حوار الحضارات والثقافات• وفي الختام تم تكريم الأساتذة المشاركين في اليوم الدارسي، وركز إبراهيم بن اعمر رئيس الاتحاد البلدي للشبيبة بالمعاضيد على التأكيد على إقامة نشاطات ثقافية لتحريك الفعل الثقافي والسياحي بالمنطقة، مؤكدا أن الطبعة الرابعة لربيع قلعة بني حماد ستكون وطنية بالنظر للمؤهلات السياحية•