فيما تحجب ما يوضع على الحواف أفقيا، واستعملت هذه التوابيت لتهريب التحف النادرة والعملة والمخدرات الصلبة، بما فيها مخدر ''الكراك''، من وإلى بعض دول المغرب العربي، في مقدمتها الجزائر• علمت ''الفجر'' بأن مصالح الأنتربول في بعض دول أوربا والمغرب العربي تلقت معلومات تفيد بأن شبكات التهريب الدولية اهتدت إلى آخر ''صيحات'' التمويه والتضليل في تمرير المحظورات باستعمال توابيت أموات حقيقيين، وحتى أموات ليسوا سوى هويات على الورق، بتزوير وثائق الهوية، وهي جثث تنقل في توابيت مجهّزة بما يعرف ب ''الزجاجة السحرية''، التي لا يمكن لأشعة أجهزة سكانير ثنائية الأبعاد اختراقها• وتداولت عدّة جهات تفاصيل بعض عمليات التهريب التي تمت على ذلك المنوال دون انكشافها، لكن بالدول التي لا تستعمل في موانئها ومطاراتها أجهزة سكانير ثلاثية الأبعاد• ويتعلق الأمر بتوابيت الأجانب المتوفين في الجزائر ودول أخرى في المغرب العربي التي تمكّن المهربون من استعمالها في تمرير تحف أثرية نادرة والعملة الصعبة، بينما تم استعمال توابيت بعض الأموات المرحّلة من دول أوروبية باتجاه الجزائر، في تهريب العملة والمخدرات الصلبة، على النحو الذي حدث قبل أشهر في ولاية وهران، وحققت مصالح الأمن المختصة في القضية تلك، بناء على معلومات أفادت أن ''مافيا الأناضول'' الآسيوية تكفلت بنقل جثة جزائري مغترب، وهرّبت داخل التابوت مبالغ مالية، قاربت الخمسين مليون دولار بغرض تبييضها في استثمارات وهمية في الجزائر• وقالت مصادر أخرى ل ''الفجر'' إن دولا أخرى مجاورة كانت مسرحا لعمليات مماثلة، خاصة المغرب، التي تم انطلاقا منها، وباستعمال توابيت أموات وهميين وهياكل جثث غير حقيقية، وضعت في توابيت من النوع المجهّز بالزجاجة السحرية، وتم باستعمالها تمرير كميات معتبرة من وإلى المغرب من المخدرات الصلبة، وفي مقدمتها مخدّر ''الكراك'' والهيروين الذي يمكن شحن كميات كبيرة منه على جوانب التوابيت وإخفائها بالشرائح الزجاجية الموضوعة على الحواف، بشكل يتم تمريرها على أجهزة السكانير دون أن يكشفها• من جهة أخرى، أفادت مصادر متخصصة في مكافحة التهريب سألتهم ''الفجر'' عن مدى إمكانية تجهيز توابيت بالطريقة المذكورة، أوضحت أنه بإمكان ذلك بشكل توضع الشرائح الزجاجية لما يعرف ب''الزجاج السحري'' على طول الحواف والأركان بشكل يضمن إخفاء الكميات المهرّبة ولا يحجب هيكل الجثة عند تمرير التابوت عبر جهاز السكانير، لكن أجهزة السكانير ثنائية الأبعاد فقط هي التي قد تحول دون انكشاف العملية، بينما أجهزة سكانير ثلاثية الأبعاد فبإمكان أشعتها المغناطيسية التقاط الصور مجسّمة على اعتبار أن ثنائية الأبعاد تلتقط صورا سطحية فقط• للإشارة، فإن اقتناء تابوت مجهز بالزجاجة الحاجبة، أو كما تسمى ''الزجاجة السحرية''، مكلف جدا ويكون حسب الطلب من طرف شبكات التهريب التي تشكلت لخدمتها عصابة تخصّصت في توفير هذا الأسلوب المضلل• كما أن هذا الزجاج له نفس تركيبة القرميد الزجاجية التي كانت تتواجد بالمباني الاستعمارية في العديد من المدن الجزائرية، فهي زجاجات تمنع وصول الأشعة ما فوق البنفسجية التي توضع الأسطح، وتفطن إليها البعض في بدايات الأمر في الجزائر بشكل جعل الطلب عليها كالطلب على معدن ثمين وبأسعار خيالية، لكن الجهات الأمنية تفطنت لها وأحبطت حينها محاولات تهريب في الحقائب•