عائلتان في بشار تمارسان طقوس المافيا الايطالية وتسترزقان من الكيف! علمت الشروق اليومي أنّ الشرطة القضائية لأمن ولاية بشار الحدودية تمكنت في الأيام القليلة الماضية من توقيف 10 عناصر ينتمون لأخطر الشبكات الدولية لتهريب المخدرات تنشط عبر دول المغرب، الجزائر وليبيا. * * وقد تكللت العملية الدقيقة بتوقيف مغربيين بالمنطقة المسماة الثنية الزرقة على بعد خمسة أمتار من بلدية موغل الحدودية شمال مدينة بشار، وتتراوح أعمار الموقوفين ما بين 31 و35 سنة، علما أن أحدهما يحمل الجنسية المزدوجة المغربية والجزائرية، ومسبوق قضائيا بتهمة الاتجار بالمخدرات وهو مختص في توصيل المخدرات إلى التراب الليبي مرورا بالجزائر. * وحسب معطيات بحوزة الشروق، فإن عملية إجهاض تلك الشبكة الدولية تعد سابقة وصيدا ثمينا مكن مصالح الشرطة القضائية ببشار من الوصول إلى رؤوس كبيرة تنشط في مجال تهريب المخدرات من المغرب باتجاه ليبيا الجزائر، حيث أفادت معلومات موثوقة أن العملية الأخيرة أماطت اللثام عن تواجد 20 مغربيا ينشطون حاليا بين مدينتي كتامة المغربية والحدود الجزائرية والتي تتوفر بشأن عناصرها معلومات دقيقة لدى مصالح الأمن الجزائرية فضلا عن شبكات أخرى دولية بالمغرب وعن الطريقة التي تنتهجها في ميدان تهريب المخدرات. * وسمحت عملية اعتقال المغربيين اللذين ينتميان إلى أخطر شبكة دولية تنشط عبر دول المغرب الجزائر وليبيا عن الكشف عن أطراف أخرى يتعامل معها المهربون، حيث علم من بعض المصادر المطلعة أن الموقوفين كشفا عن تعاملها مع عائلات جزائرية بتراب المنطقة ليتم اعتقال عائلتين تقطنان بأحد قصور شمال بشار على الحدود مع المغرب وتتعاملان مع الشبكة لسنوات بشراء وترويج تلك السموم داخل تراب الولاية، كما تم استرجاع كمية من المخدرات تقدر بأزيد من 32 كغ من القنب الهندي كانت موجهة إلى مواطن من ببلدية بوكايس الحدودية، إحدى بلديات بشار بالإضافة إلى نظارات ليلية وأسلحة بيضاء. * وتوصلت مصالح الأمن عقب العملية إلى 5 كيلوغرامات أخرى كانت مدفونة تحت التراب بدائرة لحمر وهي الطريقة التي تتبعها الشبكات في تمويه رجال الأمن. * المصادر التي أوردت الخبر صرحت أن هذه الشبكة الدولية التي تم الوصول إلى عشرة أشخاص من بينهم أفراد عائلتين جاءت عقب تحريات وترصد دام لأكثر من ثلاثة أشهر بعد ظهور معطيات تفيد بالثراء المفاجئ لتلك العائلات من خلال العدد الهائل من المنقولات والعقارات الفخمة التي بدأت تظهر ضمن ممتلكات تلك العائلات، والناتجة كلها من عائدات المتاجرة بالمخدرات سيما وان أغلب أفراد العائلتين عاطلون عن العمل ولا يملكون أي مصادر واضحة للاسترزاق، حيث تم القيام بعملية الجرد الكلي لممتلكات العائلات الموقوفة والتي أفضت إلى حصر 15 منقولا وسبعة عقارات هي عبارة عن فيلات، حيث قالت مصادر موثوقة أن الاتجار في هذه السموم يعد نشاطا معتادا لتلك العوائل منذ أزيد من تسع سنوات، وهو ما يؤكد اعترافات الموقوفين المغاربة على أنهم يبيعون ما مقداره قنطار من المخدرات شهريا لمدة تقارب عشر سنوات مما يرجع الكميات غير المسبوقة التي تدفقت عبر الحدود الشمالية مع المغرب، والتي يغذيها التواطؤ الكبير من عائلات داخل التراب الجزائري وبتسهيل من السلطات المغربية المخازنية في تمرير تلك السموم التي يتم نقلها عبر البغال والحمير عكس ما هو معروف بالحدود الجنوبية للولاية كمنطقة تبلبالة والتي يتم عبر تدفق المخدرات على متن سيارات ستيشن، وهو ما يفسر قرب التجمعات السكانية بقصور الشمال من الحدود المغربية وانتشار المزارعين عبر الضفتين على خلاف الجهة الجنوبية التي تعتبر منطقة خالية من التواجد السكان، ناهيك عن طول الشريط الحدودي، كما أن عملية الإيقاع بعناصر من الشبكة أبانت حقيقة استغلال بارونات التهريب للعوائل القاطنة على مقربة من الشريط الحدودي، وهو ما يطلق عليه _ حسب الملاحظين بالإجرام المنظم على غرار المنظمات الإجرامية بايطاليا- واستنادا إلى معلومات تحصلت عليها الشروق فإن تلك الشبكة وغيرها تنشط ضمن إطار منظم يرأسها ما يتعارف عليه في أعراف شبكات التهريب بالقائد أو العراب على غرار الأمير لدى عصابات الإرهاب إلى جانب الحمالين والأعوان، وهو إجرام مذهل وذكي يعمل بوسائل مالية ولوجستية قوية وتستفيد من تواطؤ عناصر المخزن. * واعتبرت مصادرنا أن توقيف هذا العدد الكبير من أخطر عناصر الشبكة ووضعهم رهن التحقيق الأمني ثم القضائي يدل على حزم مصالح الأمن ببشار في اجتثاث كل ما له صله بنشاط ترويج وتهريب المخدرات إلى التراب الجزائري، حيث تأكد مؤخرا أن مصالح الأمن بأنماطها أصبحت في الآونة الأخيرة تقود حربا ضروسا ودون هوادة ضد بارونات المخدرات بجميع أنواعها تجلت نتائجها في حجز كميات غير مسبوقة من الكيف المغربي وتوقيف أخطر البارونات المغاربة. *