أجمع المتتبعون للوضع التعليمي بالجزائر مع بداية الامتحانات على اختلافها من الابتدائي إلى الثانوي، أن امتحانات البكالوريا تمت في ظروف سيئة، سواء من حيث التحضيرات أو الأسئلة، حيث طبعها الإهمال• واستدل المتحدثون على ذلك بالأخطاء المرتكبة في الرياضيات والعلوم واللغة العربية والجغرافيا وآخرها في الرسم الصناعي لشعبة التقني الرياضي، بالإضافة إلى الإهمال الذي تجسد في التسممات الغذائية التي عرفتها بعض مراكز إجراء الامتحانات• وأوضحت عدة نقابات ناشطة في قطاع التربية، على غرار مجلس ثانويات الجزائر، الذي أكد على لسان عاشور إيدير، المنسق الوطني والمكلف بالإعلام وفي تصريح خص به ''الفجر''، أنه رغم التحضيرات الجبارة لوزارة التربية الوطنية، والتي أشرف عليها شخصيا المسؤول الأول للقطاع، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، مضيفا أن هناك تناقضا بين تصريحات بن بوزيد وما هو واقع في الميدان• واستغرب عاشور من الإمكانيات المادية التي استغلت لإنجاح هذا الامتحان المهم والتي تجاوزت قيمتها 210 ملايير سنتيم من مجمل 5,5 مليار دج المخصصة للامتحانات الرسمية النهائية، دون أن تظهر ثمار ذلك، سواء فيما تعلق بجودة ودقة الأسئلة أو فيما يخص التكفل بالحراس والمؤطرين، متسائلا هل ثمن حقا استغلال هذه الأموال أو تم تبديدها وسرقتها، مشيرا إلى الوجبات الغذائية التي اقتصرت على الوجبة الباردة، التي نجم عنها عدة تسممات غذائية جراء توزيع علب سمك الطونة المعلب المنتهي الصلاحية• مواضيع قديمة لنظام جديد من جهتها، تطرقت ممثلة نقابة ''الكلا'' إلى الأخطاء التي لا يمكن التسامح فيها بالنظر إلى أهمية هذه الشهادة، أين افتقدت أسئلة المواضيع للدقة في طرحها مع خلط فادح بين المواضيع المقدمة للنظام الجديد والقديم• في حين أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، أن المتتبع للمواضيع المطروحة طيلة الأيام الخمسة للامتحان يؤكد عدم كفاءة اللجان المكلفة بإعداد أسئلة البكالوريا لدورة جوان .2009وتأسف المتحدث من حصول مثل هذه الأخطاء والغلطات بهذا الحجم الكثيف، والتي مست معظم المواضيع، آخرها كانت أول أمس لدى شعبة تقني رياضي، حيث سجلت مادة الرسم الصناعي خطأ فادحا آخر، يتمثل في السؤال الأول والذي يقول، أكمل الرسم، مع أن لا وجود لرسم نهائيا في ورقة الامتحان• وأثار مزيان بدوره قيمة المبالغ الهامة التي خسرتها خزينة الدولة البكالوريا دون أن يرافق ذلك جودة عالية• الكناباست ''ما حدث في مواضيع البكالوريا عيب'' أما الناطق الرسمي لنقابة الكناباست، نوار العربي، فقد اعتبر هذه الأخطاء ''عيبا'' وأنه عمل غير تربوي يمس بمصداقية شهادة البكالوريا، متسائلا عن الكفاءات التي اعتمد عليها الديوان الوطني للامتحانات، وقال إنه لابد أن تكون المحسوبية هي المقياس الذي اعتمد في اختيار اللجان الخاصة بصياغة مواضيع الامتحان• يذكر أن المواضيع المطروحة في أسئلة بكالوريا دورة جوان 2009 شهدت أخطاء في معظم المواد الممتحن فيها، أولها كانت الانطلاقة وفي مادة اللغة العربية لشعب اللغات، حيث شهد الموضوع الثاني والخاص بنص طه حسين، خطأ فادح لدى طرح السؤال المتعلق بإيجاد صورة بيانية في مطلع الفقرة الثالثة، حيث فوجئ الممتحنون بوجود فقرتين فقط بدلا من ثلاث، وهو ما أدى إلى تشوش أفكارهم وازدياد حيرتهم، ناهيك عن توزيع مواضيع مادة الجغرافيا والتاريخ لذات الشعبة دون أن تحمل ورقة الأسئلة الموضوع الثاني، أين كانت الجهة الداخلية لورقة الأسئلة عبارة عن صفحة بيضاء، ليتم وبعد زمن تدارك الخطأ وتوزيع أوراق أخرى بديلة• كما سجلت مادة الرياضيات لشعبة التسيير والاقتصاد والعلوم في شعبة العلوم أخطاء هي الأخرى• ورغم أن رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، يؤكد أن هذه الأخطاء لم تكن لها وقع كبير على المواضيع المطروحة، تبقى ذات تأثير كبير في نفوس الممتحنين، والذين يرتبكون لأي سبب، وذلك لما تسببته هذه الأخيرة من تشويش، ناهيك عن الحراسة المشددة التي حولت قاعات الامتحان الى سجون وقاعات للاستجواب، وسط منع المترشح من أدنى حقوقه وهو الذهاب إلى المرحاض أو تناول كوب من الماء، دون الحديث عن درجة الحرارة، في ظل نقص المكيفات الهوائية، خاصة في الجنوب•