تتمثل أهم أسباب انتعاش نشاط ''الكلوندستان'' في عدم قيام أصحاب السيارات الصفراء الحضرية أوالأجرة بعملهم على أحسن وجه، فصاحب سيارات الأجرة في أغلب الأحيان يقوم بتقديم الأعذار والحجج للزبائن•• مثلا أن المكان الذي يريد الذهاب إليه بعيد ويستغرق وقتا طويلا وخاصة أثناء الإزدحام بالطرقات أوالطريق غير صالح، وغيرها من الأعذار• وفي بعض الأحيان أصحاب سيارات الأجرة وسيارات النقل الحضري يطالبون الزبون بدفع أكثر مما يلزم، ولهذا السبب أصبح الكثير من المواطنون يقصد أصحاب سيارات ''الفرود'' لتلبية حاجته في التنقل، ولأن هذا النوع من السيارات تعمل ليلا ونهارا دون تقديم الأعذار والحجج نظرا لأنها تمارس نشاطها دون التقيد بشروط معينة كامتلاك رخصة• ومن جهة أخرى تمكن أصحاب سيارات الفرود من فرض أنفسهم على ساحة النقل من خلال تخصيص مواقف خاصة بهم عبر مختلف أحياء مدن الولاية ال .36 مثلا بمدينة عين وسارة توجد حوالي ستة مواقف وحوالي 400 سيارة ''كلوندستان'' بوسط المدينة لوحده توجد أكثر من 60 سيارة وأكثر من 50 سيارة بالغرب من المركز الصحي، مع تخصيص موقفين واحد بجوار البريد الرئيسي والآخر بالمخرج الشرقي للمدينة، بالإضافة إلى وجود عشرات السيارات بجوار محطات النقل المسافرين الثلاثة• وأما بمدينة عاصمة الولاية ولمدن الكبرى كمسعد والبرين وحد الصحاري وحاسي بحبح والإدريسية، فحدث ولا حرج، فجل الأحياء والشوارع الرئيسية مملوؤة بهذا النوع من السيارات رغم وجود مئات سيارات الأجرة وسيارات وحافلات النقل الحضري• وبهذا فإن أصحاب سيارات ''الكلوندستان'' أحسنوا اختيار أماكن توقفهم عاى إعتبار أنها مناطق تكثر فيها حركة النقل• وعلى صعيد آخر فإن هذه السيارات أكثرها قديمة جدا والقليل منها جديدة، تم اقتناؤها ضمن الشراء بالتسقيط والقروض الممنوحة من طرف البنك• وعندما تقدمنا من أحد مالكي السيارات وتحدثنا معه قال إنه لا يستطيع تسديد ديون البنك ولهذا لجأ إلى هذا العمل لدفع الإسقاط في الوقت المحدد، بالإضافة إلى عمله كموظف، وذلك لأن أجره لا يكفي للعيش في ظل زيادة أسعار مستلزمات الحياة، إلى جانب بعض ممارسي هذه المهنة الذين وجدوا أنفسهم دون عمل ولم يجدوا طريقة للحصول على لقمة العيش إلا بهذه المهنة• وصرح (معمر• ش) أنه بدأ عمله بإيصال الجيران فوجد هناك فائدة أحسن من كونه بطالا منذ سنوات ويتكفل بعائلة تتكون من 13 فردا، بالإضافة إلى أنه مريض ويتردد على الأطباء أسبوعيا ''ولهذا حولت سيارتي إلى سيارة نقل حضري بعين وسارة ولكن الشروط اللازمة وقفت في وجهي، ولهذا وجدت في نشاط ''الكلوندستان'' أسهل فأصبحت أمارس هذا العمل في أي وقت''•