يعتمد سكان مدينة المشرية على سيارات “الكلوندستان” طيلة السنة، خاصة أيام السوق الأسبوعية، من أجل التنقل وقضاء حاجاتهم، لاسيما لدى سكان الأحياء البعيدة عن المدينة التي تشهد ندرة وتذبذبا واضحا في وسائل النقل الحضري من جهة، وانعداما تاما لعمل السيارات المرخصة من جهة أخرى. أجبر المواطنون على الإستعانة بهذا النوع من الخدمات الذي أصبح عصبا حيويا يدعم شبكة النقل على مستوى إقليم البلدية، ولو كان ذلك بصفة غير قانونية، إلا أنه استطاع تخليص المواطنين من معاناة توفير وسيلة نقل، لاسيما في الأوقات الحرجة. وأصبحت تربط الكثير من الزبائن علاقات ومعارف مع من تعوّدوا التنقل معه من أصحاب هذه السيارات، حيث تجد العديد منهم في الأوقات الطارئة يستنجدون، بالإتصال هاتفيا، بسائق السيارة الذي أضحى بمثابة السائق الشخصي لهم إن صح التعبير، بفضل ما يقدمه هذا الأخير من خدمات تتناسب واحتياجات الركاب. وأرجع أغلب المواطنين ممن تحدثت إليهم “الفجر”، سبب لجوئهم إلى التنقل بواسطة سيارات “الكلوندستان” إلى عزوف سيارات الأجرة عن التنقل إلى أحياء البغاديد و التسيير الذاتي.. وغيرها، متذرعين ببعد المسافة واهتراء شبكة الطرقات، وانعدام الإنارة، وفي حالة قبولهم يطلبون أجرة خيالية..! وأضافوا أنهم كثيرا ما يرغمون على الإعتماد على هذه السيارات الغير الشرعية، مع العلم أنهم يدفعون نفس الأجرة، وكذا بسبب عدم ممانعة السائق في شد الرحال إلى أي وجهة اختارها الزبون مادام ذلك يحقق له عائدا ماديا على مدار 24 ساعة. هذه العوامل ساهمت في خلق الفارق، ومنحت الأفضلية لأصحاب النقل غير الشرعي، فضلا عن عامل الثقة والمعرفة الشخصية، خصوصا بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على هذا الجانب في ضمان تنقل زوجاتهم وأبنائهم إلى المستشفيات مثلا أوأماكن الدراسة. ويثبت الواقع أن هذا النوع من النقل الموازي فرض نفسه بقوة، حيث أصبح ملاذا للعديد من الأفراد الذين عملوا بسبب إقبالهم الدائم على التنقل بواسطته، على تشجيع ارتفاع عدد الناشطين بهذا الخط، الذي لم تتمكن جميع المحاولات والإجراءات الأمنية الصارمة من ردعهم، ووقف هذه الظاهرة التي تواصل غزوها لمعظم الأحياء والتجمعات السكنية.