ماهو تقييمكم لمسابقة القصة على هامش الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الدولي للأدب وكتاب الشباب؟ المسابقة كانت ضعيفة بالمقارنة مع العام الماضي، خاصة من ناحية المشاركة وأظن أن السبب في ذلك يعود للفترة الزمنية القصيرة التي منحت لفترة الترشح لهذه المسابقة ودور الإعلام الذي كان محتشما في إعلانه عن هذه المسابقة• أما بالنسبة للمشاركة فاتسمت بلغة ضعيفة عموما وأخطاء لغوية على مستوى الأعمال المقدمة ما يدل على نقص خبرة المشاركين ومحدودية اطلاعهم على الأدب وحركة الكتابة بشكل عام، خاصة وأنها كانت موجهة للشباب الأقل من خمسة وعشرين سنة• ماهي أهم سمات أغلب الأعمال الأدبية التي طرحت على طاولت التقييم؟ الأعمال المقدمة بدا تأثرها الواضح ببرامج التلفزيون والأنترنت، ما يوحي بفشل البرامج الدراسية في التوجيه للإبداع الأدبي وعدم وجود تحفيز في مجال المطالعة نحو الإبداع والكتابة، فضلا عن نقص اهتمام الأسر الجزائرية في نشر ثقافة المطالعة في عملية توجيه أبنائها• من جهة أخرى، لمسنا تطورا كبيرا في مجال الكتابة الأمازيغية في الجزائر من ناحية النشر والمسابقات من طرف المؤسسات الثقافية كمؤسسة فنون وثقافة والمحافظة السامية للغة الأمازيغية، وبالتالي أدت هذه العوامل إلى تنشيط الكتابة بالأمازيغية على غرار الاعتقاد السائد أن الكتابة بهذه اللغة مقتصرة على مدينة تيزي وزو أو المحافظة السامية للغة الأمازيغية، إضافة إلى تزايد الاهتمام من طرف القارئ الجزائري، لأن الاعتراف باللغة الأمازيغية جديد النشأة ولا زالت قضية الاهتمام بهذا الجانب مرتبط بخلفيات مسبقة بعد أن كانت مرفوضة أصلا في السابق باعتبار أنها كانت لغة مهمشة ولا وتهتم بكتاباتها وكتّابها عدا المؤسسات الخاصة بهذه اللغة• ما الذي يضيفه في نظرك تنظيم الجزائر لمهرجانات ثقافية كبرى على غرار المهرجان الإفريقي؟ المهرجان الثقافي الدولي للأدب وكتاب الشباب تزامن مع الطبعة الثانية للمهرجان الإفريقي ما أعطى له طابع الاهتمام بمجال الكتابة الإفريقية ولكن ما يلاحظ هو وجود قطيعة مع الثقافة الإفريقية لأن مؤسساتنا الرسمية سواء التثقيفية أو التعليمية ليست مهتمة بالثقافة الإفريقية إضافة إلى تغييب الانتماء إلى الثقافة الإفريقية واهتمامنا مقتصر إما بالثقافة العربية أو الغربية• وهذا المهرجان هو بادرة لإحياء هذا الاهتمام بهذه الثقافة العريقة لأنه جزء من ثقافتنا وهويتنا، فمثلا ثقافة الجماعة السوداء هي جزء من المجتمع الجزائري لهم ثقافتهم وتقاليدهم وطقوس أعراسهم الخاصة ولكنها مغيبة في الوقت الذي نرى فيه أنهم جزء من مجتمعنا وتراثنا•