عرفت مسابقة القصة القصيرة، في طبعتها الخامسة هذه السنة، مشاركة شبه معدومة في اللهجات العامية والأمازيغية، وهو ما أدى إلى حجب الجائزتين الأولى والثالثة فيما يخص القصة القصيرة المكتوبة باللغة الأمازيغية، في حين تم تسجيل مشاركة قوية نسبيا فيما يتعلق باللغة العربية الفصحى واللغة الفرنسية. أشارت فوزية لرادي، الملحقة الثقافية لمؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، في حديثها مع" الفجر" على هامش حفل توزيع الجوائز على الفائزين السبعة في المسابقة الذي احتضنته ميدياتيك بشير منتوري بالعاصمة، أن "باب المسابقة وعلى مدى شهرين كان مفتوحا أمام كل الأقلام المسترسلة بكل اللغات المستعملة في الجزائر"، مضيفة أن المسابقة هذه السنة في طبعتها الخامسة جاءت كعادتها مخلدة لذكرى أول نوفمبر من خلال شعارها "الوفاء"، والتي عرفت مشاركة قوية حيث تم تسجيل 125 مشارك ما بين فصحى وفرنسية، وست مشاركات في الأمازيغية، في حين كانت المشاركات شبه معدومة في اللهجة العامية. كما أوضحت المتحدثة أنه تم تسجيل فائزة واحدة بالجائزة الثانية في اللغة الأمازيغية، "وأظن أن لجنة التحكيم ارتأت أن الأعمال المشاركة في مسابقة اللغة الأمازيغية لا ترقى إلى مستوى الجائزة الأولى والثالثة". وبالنسبة للجوائز المقدمة أوضحت" لرادي" أن الجائزة الأولى تقدر ب 30 الف دينار والجائزة الثانية تقدر ب 20 ألف دينار، في حين تقدر جائزة الفائز الثالث ب 10 آلاف دينار، وهو ما قالت بشأنه ذات المتحدثة.. " أكيد الجائزة رمزية لكن في كل الأحوال هي بداية لمسار أدبي واعد في الجزائر، هذا بالإضافة إلى قيام المؤسسة بنشر مشاركات الفائزين في الطبعات الخمسة في مجموعة قصصية". من جهته تحدث عبد الحميد بوراي، رئيس لجنة التحكيم، ل"الفجر"عن طريقة العمل والمعايير المعتمدة في اختيار الفائزين، حيث أوضح أن لجنة التحكيم كانت موزعة على ثلاث مجموعات كل مجموعة تشتغل على لغة محددة، كما أشار إلى أنه "تم توزيع القصص في البداية، حيث تم إجراء عملية قراءة أولية للقصص ثم عملية الفرز، بعد ذلك من خلال لقاء أولي قدمت فيه 50 بالمائة من الأعمال المشاركة والتي تناقشنا حولها، ثم قمنا بفرز 10 قصص تتوج ثلاثة منها بالجائزة، والسبع قصص الباقية مرشحة للنشر ، حيث أردنا أن ننشر 10 قصص تكون قصصا مقبولة". من جهة أخرى أوضح رئيس لجنة التحكيم أن العدد كان جد محدود في اللغة الأمازيغية "لأن تراثها شفوي بالدرجة الأولى وهي في مرحلة الانتقال للكتابة"، وعن المعايير المعتمدة في اختيار القصص الفائزة نوه إلى أنه اعتمدت شروط جماليات القصة القصيرة والتي تتمثل حسبه في" أن يكون الموضوع مركز حول الوفاء، أن تكون اللغة مكثفة قريبة من لغة الشعر، وأن لا يكون الحدث حدث رواية بل يكون حدث قصة قصيرة" كما أشار ذات المتحدث إلى أن الدورة الخامسة هذه تميزت بتسجيل تطور في الكتابة باللغة العربية ، وألح على ضرورة توسيع دور الأعلام في الطبعة القادمة حتى يزداد عدد المشاركين بالإضافة الى إعطاء وقت أكبر للجنة التحكيم من أجل دراسة الأعمال المشاركة، لأن مدة شهرين تعد غير كافية .