كان ''الفياد'' والباشاغوات في منتصف القرن الماضي يقيمون أعراسا وهمية لجمع المال•• أعراس لا تستند إلى زواج أو ختان بل هي فقط تقام لتمكين القائد أو الباشاغا من جمع المال من المواطنين! وتسمى هذه الأعراس بأعراس جمع المال للقائد! ويقيم القائد العرس المالي إذا أراد شراء أرض أحد المواطنين تكون مرهونة لمصلحة الضرائب•• أو إذا أراد شراء دار أو تجارة أو غيرها من متاع الدنيا! أي أن الهدف من العرس المالي هو جمع المال من المواطنين لفائدة القائد! تذكرت هذا النوع من الأعراس التي انقرضت من بلادنا مع مجيء الاستقلال وعادت اليوم مع ما سمي بعرس إفريقيا في الجزائر••! هذا العرس المالي الهدف منه صرف المال العام فقط ولا شيء غير ذلك! ولعلنا نقرأ بعد هذا العرس المالي الإفريقي في الجزائر أن ''قياد'' الثقافة في الجزائر قد قاموا بشراء عقارات في فرنسا وفي الجزائر بعد هذا العرس المالي! هل يمكن أن نصدق أن ما يجري في الجزائر هو عرس ثقافي إفريقي؟! والحال أن كل الوقائع تدل على أنه عرس مالي الهدف منه تحسين الوضع الاجتماعي والمالي ''لقياد'' الثقافة؟! هل من المنطق أن المثقفين في إفريقيا لا يجدون ثمن التذاكر للقدوم إلى الجزائر حتى تقوم شركة الطيران الجزائرية بالطواف عبر عواصم إفريقيا في رحلات خاصة لأجل إحضار هؤلاء؟! لقد صدق أحد المسؤولين عن المهرجان حين قال في الإذاعة الوطنية: لماذا تتحدثون عن تبذير 100 مليون أورو في إقامة المهرجان و لا تتحدثون عن ضياع مئات الملايين في الميناء بسبب انتظار البواخر الذي تسبب فيه سوء التسيير ؟! و هذا المسؤول على حق في ما قال .. فالحق في التبذير أصبح سياسة ينبغي أن توزع بعدالة ؟!