هل يشعر الميت بزائريه؟ الأهم من ذلك أن نعرف أن الميت مشغول بعمله•• فإن كان محسنا فهو يتنعم بألوان من السعادة غامرة وإن كان مسيئا فهي تعاسة وشقاء• وزيارة القبور مستحبة على كل حال سواء أحس بها الأموات أم لم يحسوا• وفي زيارة القبور فائدتان الأولى الوفاء لأهلنا وأصدقائنا الذين أسدوا إلينا معروفا فنسلم عليهم وندعو لهم كما كان يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان يزور القبور فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل لنا ولكم العافية•• أو نحو ذلك من الأدعية• والفائدة الثانية: العظة والاعتبار•• فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ''عليكم بزيارة القبور فإنها تذكركم بالآخرة''• أما بالنسبة لملابس المتوفى فإنها تعتبر جزءا من تركته فتضاف إلى ما كان لديه من مال أو عقار ويقسم الكل على الورثة الشرعيين، يستوي في ذلك القليل والكثير من المال•• والرجال والنساء والكبير والصغير من الورثة لقول الله تعالى: لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً (النساء 7)••• وإذا سمحت نفس الورثة جميعا بالتصدق بهذه الملابس على الفقراء والمساكين فلا بأس ولهم الأجر من الله لقوله تعالى: وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (النساء 8)•• وإذا قصدوا بذلك أن تكون صدقة على المتوفى نفسه فإنه تنفعه بإذن الله وقراءة القرآن يصل ثوابها إلى المتوفى إن شاء الله• كيف نستجلب البركة؟ أولاً: تقوى الله عز وجل مفتاح كل خير، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (الأعراف 96)• قيل لأحد الصالحين إن الأسعار قد ارتفعت• قال أنزلوها بالتقوى• ثانياً: قراءة القرآن، فإنه كتاب مبارك، وهو شفاء لأسقام القلوب ودواء لأمراض الأبدان: كٌتّابِ أّنزّلًنّاهٍ إلّيًكّ مٍبّارّكِ لٌيّدَّبَّرٍوا آيّاتٌهٌ لٌيّتّذّكَّرّ أٍوًلٍوا الأّلًبّاب (ص 29)• ثالثاً: الدعاء؛ فقد كان النبي يطلب البركة في أمور كثيرة• رابعاً: عدم الشح والشره في أخذ المال• خامساً: الصدق في المعاملة من بيع وشراء• سادساً: إنجاز الأعمال في أول النهار؛ التماساً لدعاء النبي: ''اللهم بارك لأمتي في بكورها''• سابعاً: اتباع السنة في كل الأمور؛ فإنها لا تأتي إلا بخير•