الكهرباء تقطع عن الجزائريين فيؤدي ذلك إلى قطع الماء ما دام الماء يُضخ بالكهرباء! والبترول والغاز أيضا يُضخ بالكهرباء وقطعها يمكن أن يؤدي إلى توقف تزويد الناس بالوقود والغاز! وعندما يقول وزير الموارد المائية إن المياه متوفرة في السدود فإن المشكلة في عدم وصولها إلى حنفيات المواطن سببها انقطاع الكهرباء•• فذاك يعني أن حكومة سلال تختلف عن حكومة شكيب خليل•• فالحكومة الأولى تنشط في الطوغو والحكومة الثانية تنشط في لوزوطو! هل يمكن أن ''يبلع'' المواطن الذين يحرقه الحر الشديد بلا كهرباء ولا ماء ما تقوله سونلغاز من أن الكهرباء متوفرة.. والمشكلة فقط في المواطن الذي لا يحسن الاستهلاك، أوما تقوله وزارة المياه من أن الماء متوفر والمشكلة في انقطاع الكهرباء اللازمة لضَخ الماء! هل تحتاج البلاد إلى وساطة دولي ة بين وزارة الكهرباء ووزارة الماء لتنسيق الأعمال وتوفير الماء والكهرباء للناس؟! ومن المضحكات حقا أن وزارة الكهرباء حمّلت وزارة المياه مسؤولية انقطاع المياه بسبب قطع الكهرباء عن محطات الضخ، وقالت سونلغاز لماذا لم تقتن وزارة المياه المولدات الكهربائية لمحاربة انقطاع الكهرباء عن السدود؟! وهو أمر مضحك فعلا••! لأن سونلغاز عوض أن تحل مشكل انقطاع الكهرباء راحت تقترح على الناس اقتناء المولدات! وكأننا في العراق وقت الحرب الأهلية أو في لبنان وقت المحنة الداخلية••! بهذا المنطق تسير المؤسسات الحيوية في البلاد! وكم كنت أتمنى أن يقوم السيد مساهل بإعداد تقرير عن علاقة وزارة الطاقة بوزارة المياه في موضوع انقطاع الماء والكهرباء ويقدمه للدول الإفريقية كدليل على حسن الحاكمية أوالرشادة في التسيير الحكومي! أليست الجزائر رائدة في موضوع الحكم الراشد؟! هل هناك رشادة أفضل من هذه التي تجعل الشعب الجزائري يعيش جحيم الحرارة والعطش لأن وزارة المياه ووزارة الكهرباء لم تحسن التنسيق في استغلال الماء والكهرباء؟! لماذا لا ينقطع ضخ الغاز أوالبترول إلى أوروبا عبر المغرب وعبر تونس؟! هل لأن سوناطراك قد احتاطت لذلك باقتناء المولدات الكهربائية التي تحدثت عنها سونلغاز•• وأن وزارة المياه لم تفعل ذلك؟! أم أن المواطن الغربي يحسب له ألف حساب عكس الوضع بالنسبة للمواطن الجزائري! إن ما يقع في موضوع توزيع الكهرباء والماء على الجزائريين في هذا الصيف يعكس حقيقة بؤس الحكومة! فإذا كانت الحكومة لا تعاني من غياب الطاقة لتوليد الكهرباء ولا تعاني من السدود الممتلئة بالمياه، وتعاني فقط من سوء التنسيق بين القطاعات••! فماذا لوكانت حكومة الجزائر مثل حكومة المغرب أو تونس تحتاج إلى إمكانيات لتوفير الطاقة لتوليد الكهرباء؟! قالوا إن انقطاع الكهرباء سببه لجوء الجزائريين إلى استخدام المبردات في استعمال الطاقة•• وهو عذر أقبح من ذنب•• فالشركات الأجنبية التي توزع الكهرباء في البلدان تعاني من انكماش السوق، لكن عندما تشتكي الشركة المكلفة بتوزيع الكهرباء من ارتفاع الطلب فذلك عجز ما بعده عجز! وقد سمعت أن وزارة الطاقة وباقتراح من سونلغاز، قد طلبت من وزارة التجارة وضع عراقيل أمام الجزائريين في موضوع استيراد المبردات! حتى لا يستهلك الجزائريون بواسطتها مزيدًا من الطاقة! وقد أصبحت المبردات بالفعل شبه مفقودة في السوق بسبب العراقيل التجارية التي تواجه الاستيراد! هكذا يعالج سوء التسيير بإجراءات العقاب الجماعي للشعب! وهذا لأن حكومة بلادنا رائدة في موضوع الحكم الراشد في إفريقيا! وماذا سيكون حال بلادنا لو لم تكن تحكمنا حكومة راشدة وقدوة في إفريقيا؟! كل هذا يحدث في جزائر يقال إنها ستصدّر الكهرباء للاتحاد الأوروبي! الحكومة التي لم تستطع حل مشاكل الماء والكهرباء لا يعوّل عليها في حل مشاكل أخرى أكثر أهمية.. مثل المشكل الأمني ومشكل البطالة؟!