سونلغاز تقطع الكهرباء عن الناس .. والشباب يقطع الطريق عن الناس.. وشركة "فرنسا للمياه" الجزائرية تقطع المياه عن الجزائريين .. والسكان يقطعون الطرق ! فالأزمة إذن تتولد عنها أزمات .. والتضامن بين الأزمات أكثر فعالية من التضامن بين العائلات في رمضان ! هل شاهدتم هوشة حصلت بين مشكلة الماء ومشكلة الكهرباء ؟! بل بالعكس، عندما ينقطع الكهرباء يتضامن معه الماء فينقطع هو أيضا ؟! وعندما يظهر الكوليرا يتضامن معه داء الطاعون ويخرج هو أيضا رأسه ؟! فلا وجود للتنافر بين المشاكل، بل بالعكس هناك تناغم تام بين المشاكل ويقابله تنافر تام وعدم تضامن بين الحلول المقترحة لهذه المشاكل ! وكما يقول المثل الشعبي "المشاكل تسند بعضها البعض" أكثر من حالة إسناد الوزارات لبعضها البعض في محاربة المشاكل ! عندما ينقطع الكهرباء تتضامن معه الشموع، فتختفي هي الأخرى من السوق .! وعندما ترتفع الأسعار في رمضان وتزيد أعباء المواطنين، تتضامن معها المؤسسات المالية .. فيقوم البريد مثلا بعدم دفع أجور المتقاعدين في الوقت أو عدم دفع أجور الموظفين أو عدم توفير السيولة المطلوبة ..! كل هذا في سياق تضامن المشاكل على مرأى ومسمع من الأحزاب المتحالفة في الحكم غير المتحالفة في الواقع ! لقد أصبحنا بالفعل بلد القطع ! .. قطع الطرقات وقطع الرؤوس وقطع الأوراق وقطع البحار.. وقطع الكهرباء وقطع الماء ! وقطع الرواتب .! ولم يبق لنا أي شيء موصولا، حتى الهاتف النقال تقوم سلطة الضبط بقطعه لأن أصحابه مجهولون.. ولسنا ندري أين كانت سلطة الضبط هذه عندما بيعت هذه الهواتف المجهولة للمجهولين ؟! لقد كان من نتائج سياسات القطع هذه أن قام الشعب بقطع علاقاته بالسلطة ومارس هذه القطيعة بتلذذ ! ومنذ أن ظهرت سياسة القطيعة والبلد يقطع...